============================================================
المطلب الأول / تنزيه الله عن الجسمية ولوازمها و ذلك يدل على كونه تعالى منؤها عن المقدار والشكل والصورة، وإلا لكان الإدراك والعلم محيطين به وذلك على خلاف هذين التصين: فإن قيل: لم لا يجوز أن يقال: إنه - وإن كان جشما - لكنه جسم كبير، فلهذا المعنى لا يحيط به الإدراك والعلم؟ قلنا: لو كان الأمر كذلك، لصخ أن يقال: بأن علوم الخلق وأبصارهم لا تحيط بالسموات ولا بالجبال ولا بالبحار ولا بالمفاوز، فإن هذه الأشياء: أجسام كبيرة، والأبصار لا تحيط بأطرافها والعلوم لا تصل إلى تمام أجزائها، ولو كان الأمر كذلك لما كان في تخصيص ذات الله تعالى بهذا الوصف فائدة(1).
الآية الثالثة عشرة: قول الله تعالى: { قل لمن ما فى السموات والأرض قل لله) [الأنعام/12]، وهذا مشعر بأن المكان وكل ما فيه: ملك لله تعالى. وقول الله تعالى: وله ما سكن فى آليل والنهار} (الأنعام/13].
وذلك يدل على أن الزمان وكل ما فيه: ملك لله تعالى، ومجموع الآيتين: يدلان على أن المكان والمكانيات، والزمان والزمانيات: كلها ملك لله تعالى، وذلك يدل على تنزيهه عن المكان والزمان (2).
الآية الرابعة عشرة: قول الله تعالى: كل شىء هالك إلا وجهه .} [القصص/88].
ظاهر الآية يقتضي فناء العرش وفناء جميع الأحياز والجهات، وحييذ يبقى الحق تعالى منزها عن الكيز والجهة (3).
الآية الخامسة عشرة: قول الله تعالى: فلا تخعلوا لله أندادا [البقرة/22].
(1) الرازي، أساس التقديس في علم الكلام (ص /30 - 31) .
(2) المصدر السابق (ص/32).
(3) الرازي، المصدر السابق (ص/33).
पृष्ठ 51