============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم ذلك أشار جمع من حفاظ أهل الشنة وعلمائهم وفقهائهم: قال الحافظ السيد مرتضى الزبيدي الحسيني الحنفي (ت/1205ه): "وهذا معنى قوله تعالى: ونحن أقرب إلته من حبل الوريد} (ق/16]، أي أعلم منه بنفسه، وقوله لبي: واسجد وأقرب} [العلق/19]. دليل على أن المراد به قرب المنزلة لا قرب 4 و-1 المكان كما زعمت المجسمة أنه مماس لعرشه إذلو كان كذلك لازداد بالسجود منه بغدا لاقربا"(1).
وقال الإمام الفقيه الشافعي آبو إسحاق الشيرازي (ت/476 ه): "فلو كان في جهة فوق لما ؤصف العبد بالقرب منه إذا سجد"(2).
وقال الإمام اللغوى الراغب الأصفهاني (ت /502ه): "وقرب الله تعالى من العبد هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان"(3).
وقال الحافظ آبو السعادات ابن الأثير (ت/606ه): "المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح لا قرب الذات والمكان، لأن ذلك من صفات الأجسام والله يتعالى عن ذلك ويتقدس"(4).
الآية التاسعة: قول الله تعالى: فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة /115].
قال العلامة اللغوي أبو حيان الأندلسي (ت/745ه): "وفي قوله تعالى: فأينما 1 تولوا فثم وجه الله } رد على من يقول إنه في حيز وجهة، لأنه لما خير في استقبال جميع الجهات دل على آنه ليس في جهة ولا حيز، ولو كان في حيز لكان استقباله والتوجه إليه أحق من جميع الأماكن، فحيث لم يخصض مكانا علمنا أنه لا في جهة ولا حيز، بل (1) مرتضى الزبيدي، إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين (25/2) .
(2) الشيرازي، الإشارة إلى مذهب أهل الحق (ص/238).
(3) الراغب الأصفهاني، مفردات غريب القرآن (ص/264).
(4) أبو السعادات ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر(32/4).
पृष्ठ 48