============================================================
المطلب الأول تنزيه الله عن الجسمية ولوازمها الآية السابعة: قول الله تعالى: هوالأول والآخر والظلهر وألباطن وهو يكل شتىء عليم [الحديد/3].
قال الحافظ المفسر ابن جرير الطبري (ت/ 310ه) في تفسير هذه الآية: "فلا شيء أقرب إلى شييء منه، كما قال: وتحن أترب إليه من حبل الوريد} (ق/16]"(1).
ومعنى كلامه، أن القرب المادي منفي عن الله تعالى، وهذا دليل على تثزيه الله عن الجسمية بلازمية الجهة والمكان والزمان.
فالله تعالى: "هو الواحد الذي كان قبل كل شيء، وهو الكائن بعد كل شيء، والأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، وأنه كان ولا وقت ولا زمان، ولا ليل ولانهار، ولا ظلمة ولا نور، ولا سماء ولا أرض، ولا شمس ولا قمر ولا نجوم، وأن كل شيء سواه مخدث مدبر مصنوغ، انفرد بخلق جميعه بغير شريك ولا معين ولا ظهير، سبحانه من قادر قاهر"(2).
الآية الثامنة: وإذا سألك عبادى عنى فإنى قري أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوأ لى ولئؤمنوابى لعلهم يرشدوب} (البقرة /2186.
وسئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أقريث ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
ولو كان تعالى في السماء أو في العرش لما صح القول بأنه صلى الله عليه وآله وسلم تعالى قريب من عباده (3).
فقرب الله تعالى من عباده المؤمنين هو قرب معنوي وليس قربا ماديا حسيا، وفي (1) الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن (168/23) .
(2) الطبري، تاريخ الرسل والملوك (1/ 30).
(3) الرازي، أساس التقديس في علم الكلام (ص/ 31).
पृष्ठ 47