وأما قولكم إن أبا بكر أنفق على النبي صلى الله عليه ماله، وأن الله عز وجل قال فيه: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الدين أنفقوا...الآية} [الحديد: 1]، فالأمة مجمعةأن أبا بكر، وعمر، وعثمان، لم يقتلوا أحدا قط بين يدي رسول الله صلى الله عليه، وفي إجماع الأمة تكذيب لقولكم أيضا في عمر أنه جرد السيف يوم أسلم، لأن إسلامه كان بمكة والنبي عليه السلام لم يؤمر بمكة بتجريد السيوف، فكيف عمر! فقولكم هذا طعن على عمر؛ لأنكم زعمتم أنه جاء بأمر لم يؤمر به، ثم قلتم: إن النبي صلى الله عليه، قال: ((اللهم انصر الإسلام بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل بن هشام)). فسبقت الدعوة زعمتم لعمر، فلو كان الأمر كما قلتم لم يحتج إلى مطعم بن عدي بعد موت عمه أبي طالب ليجيره من أبي جهل وغيره، فبطل قولكم في عمر كما بطل في أبي بكر؛ لأن النبي صلى الله عليه ، كان في حجر عمه أبي طالب حتى زوجه خديجة، فكان في مالها ما تحمل الرسول صلى الله عليه، ثم مات أبو طالب وخديجة بعد النبوة بسبع سنين، فصار النبي صلى الله عليه إلى مطعم بن عدي، فأقام في جواره أربع سنين، ثم خرج إلى يثرب ومعه أبو بكر فأغاثهما ربهما بلبن شاة أم معبد، فلو كان مع أبي بكر شئ لم يحتاجا إلى لبن الشاة، ثم جرد عليه السلام/41/ السيف فأغنى كل من قال به، كما قال الله سبحانه: {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله} [التوبة: 70]، فقول الله عز وجل: {لايستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل...الآية} [الحديد: 10]،في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
पृष्ठ 50