============================================================
تفسير سورة البقرة/287 وقال الحسن: إن الشيطان ناداهما وهو خارج الجنة؛ فسمعاه في الجنة.
وقال قتادة1: إن لإبليس خرطوما طويلا كخرطوم الفيل إن شاء طوله وإن شاء قصره: وممن ذهب إلى هذا التأويل من يزعم أن الجنة التي أهبطا منها هي من جنان الدنيا؛ لأن الله عالى قال: (إني جاعل في الأرض خليفة )؛ وقوله: "اهبطوا) لا يدل على أنها في السماء، بل كانت في ربوة من الأرض؛ ولفظ الهبوط لايدل على النزول من علو؛ لأن الله عالى قال: (افبطوا مضرأ) وقول يوسف لأبيه وإخوته: (افبطوا مضر إن شاء اللم)، ولو ق لنا: إنها جنة في السماء فقد ورد الخبر بأن إبليس كان قد لعن وأخرج من الجنة قبل ذلك، كماقال: "أخرج منها مذقومأ) و(فاخرج منها فإتك رجيم)؛ وكان بعد في السماء: فيحتمل أنهما لقياه على باب الجنة عند خروجهما منهاء ويحتمل أن يكون إبليس وسوس اليهما وهو خارج الجنة، كماقاله ابن إسحاق.
والذي عليه الصحابة والتابعون وجمهور أهل التأويل أن الجنة -124 ب * التي أهبطا منها هي التي في السماء، وأن إبليس احتال في التوسل إلى آدم وحواء ودخل الجنة، والذي ال يدل عليه قوله تعالى: (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين)، ولا سبيل إلى حمل ذلك على الوسوسة.
فان قال قائل:1 على أي وجه وقعت المعصية من آدم -عليه اللام -مع ما اصطفاه الله تعالى بالسجود له ونهاه عن الافتتان بقول الشيطان وأخبره بأنه عدو لهما؟!
قيل: إنه أكل منها ناسيا للنهي ولم يقصد المخالفة بدليل قوله تعالى: (فتسي ولم تجد له عزما )؛ وإنما عوتب على ذلك: لأن الله تعالى يعاتب الأنبياء -عليهم السلام - على ترك التحفظ: وقال قائلون: إن حواء سقته الخمر؛ فحملته على تناول الشجرة في حال سكره وعن لهما الشيطان: والقولان كماتراهما.
أما النسيان فقد زال، إذقال الشيطان: (ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا لكين )؛ فذكرهما بالنهي وقرر أن النهي لماذاكان، والحمل على السكر أشنع من الأول.ا 1. في الهامش عنوان: التفسير.
2. في الهامش عنوان: الؤال والجواب.
ليتهنل
पृष्ठ 353