352

============================================================

124مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار فلم يزل يستدرجها حتى أطاعته؛ فدخل بين لحييها وقام في رأسها، ثم آتى باب الجنة فنادى: يا آدم! ما أمركما ربكما وما نهاكما عنه؟ فقالا: أمرنا أن نأكل من شجر الجنة ونهانا عن هذه الشجرة. فقال لهما: فإنها شجرة الخلد وإنما نهاكما عنها لأنكما إن أكلتما عنها كنتما من الخالدين.

وروى حسان عن الكلبي قال: إن الحية لما أدخلته، أقبل عدو الله حتى بلغ مكانأ فيه حواء: فصفر بقصبة كان يصفر بها لم يسمع السامعون بمثله من اللذة؛ فقالت: أنشدك الله لما اقصرت فإنك قد أهلكتني. قال: فرح. ثم قلب القصبة فصفر صفيرا آخر فجاء من البكاء والنوح بشيء لم يسمع مثله. فقالت: أنشدك الله لما أقصرت عني، ففعل، فقالت: ماهذا الذي جثتني -124آ به من الفرح والحزن؟ فقال: إني ذكرت منزلتكما من الجنة والنعمة ، فرحت لكما بمكانكما، ثم ذكرت أنكما تخرجان من الجنة، فيكيت عليكما، ثم قال: إن ر بكما نهاكما عن أكل الشجرة لكيلا تخلدا في الجنة، تم أكل منها وجعل يقول: يا حواء انظري هل تغير من خلقى شيء أم هل مت؟ فقد أخبرتك بما أخبرت، وبالله إني لكمالمن الناصحين.

وقيل إن إبليس لماأراد أن يدخل الجنة ليوسوس آدم وحواء، منعته الخزنة؛ فأتى الحية وكانت من أخس الدواب، لها أربع قوائم وكانت صديقة لإبليس؛ فسألها أن تدخله في فمها: فأدخلته فى فمها ومرت به على الخزنة وهم لا يعلمون؛ فأدخلته الجنة، وقدكان أدم لما دخل الجتة ورأى ما فيها من النعيم قال: لوكان هذا مخلدا! فاغتنمها منه الشيطان؛ فأتاه من قيل الخلد؛ فوقف بين يديهما وهما لايشعران آنه إبليس؛ فناح عليهما نياحة أحزنتهما وبكى؛ فقالا: مايبكيك؟ قال: أبكي عليكما وكأني بكما تموتان، القصة.

وقال محمدبن إسحاق: وسوس لهما وأوقع الشهوة في أنفسهما من غير مشاهدة تدل عليه؛ وهو قوله تعالى: (فوشوس لهما الشيطان) وقال في صفة ذريته: (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان) إلى قوله: "إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم)؛ وقال: يوشوش في صدور الناس).

1. في الهامش عنوان: المعانى.

ليتهنل

पृष्ठ 352