============================================================
كأن لم تكن أسيافهم مشهورة فينا فتلك سيوفهم أقلام م قال: يا أمير المؤمنين، إنك تحملت أمانة هذه الأمة وقد عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، ثم سلمت الأمانة الي خصك الله بها إلى أهل الذمة دون المسلمين ايا أمير المؤمنين، أما سمعت تفسير جدك لقوله تعالى: ويقولون يا ويلنا ما هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) (1).
إن الصغيرة: التبسم، والكبيرة: القهقهة. فما ظنك بأموال المسلمين الا وأماناقهم ، وآسرارهم ، وقد نصحتك، وهذه النصيحة حجة علي مام تصل إليك(2).
(1) سورة الكهف (الآية: 49) .
(2) وهذا الرجل الصالح كشبيب بن شبة صاحب المنصور إذ نصحه نصيحة خلصة فعمل بها المنصور، وكذلك هذا عندما ذكر المهدي عمل بنصيحته.
فكثيرون هم الحكام الذين يسمعون لنصائح العلماء إذا أخلص العلماء لهم النصح ووافق ذلك منهم أذن صاغية وقلبا مفتوحا قد شرحه الله للعمل بكتابه وسنة نبيه.
و أنا لا أبرئ حكام اليوم من البعد عن الشرع ولكني ألوم أولا على العلماء إذ ضعف علمهم قبل أن يضعف لمكاهم فإهم ليس عندهم ما ينصحون به الحكام إن غالبتهم ينظرون إلى أيدي الحكام وعطاياهم، ويخشون بطشهم و بسطة سلطاهم، ولكن هل توجه عالم مسلم بقلب سليم إلى الله في ليلة ثم أصبح متوكلا على الله ووعظ حاكما موعظة تقع منه موقعا ينتفع ها ال الحاكم وتفرج عن المحكومين وإن لم تنفعه فإها لم تضر العالم فينقلب بنعمة من الله وفضل ولن يمسسه إن شاء الله سوء ، ولكن الحاصل أن الحاكم يقول أنا لا أعلم في الدين كما يعلم العلماء إنما أنا أداة تنفيذية ومجالس الشعب والشورى بحالس تشريعية وتضم هذه المجالس العلماء الشرعيين وإذ
पृष्ठ 30