============================================================
واعلموا أنه لم يهلك [من](1) هلك قبلكم إلا بمنعه الحق وبسطه يدا الظلم . وقد بلغي عن قوم من المسلمين فيما مضى أهم إذا قدموا بلدا أتاهم أهل الشرك فاستعانوا بهم في أعمالهم وكتابتهم لعلمهم بالكتابة والجباية والتدبير ولا خير ولا تدبير فيما يغضب الله ورسوله، وقد كان لهم في ذلك ملة وقد قضاها الله(2).
فلا أعلم أن أحدا من العمال أبقى في عمله رجلا متصرفا على غير دين الإسلام إلا نكلت به.
فإن محو عمالكم كمحو دينهم، وآنزلوهم مترلتهم الي خصهم الله بها من الذل والصغار، وليكتب كل منهم بما فعله في عمله.ا وكتب إلى حيان(2) عامله على مصر باعتماده على ذلك.
فكتب إليه: أما بعد: يا أمير المؤمنين، فإنه إن دام هذا الأمر في مصر (1) التعليق على ذلك كسابقه.
(2) أي: أن الإسلام جب ما قبله من الملل أو الديانات أو الرسالات فالإسلام هو الخاتم وبظهور النبي صلى الله عليه وسلم، ودعوته الناس إلى الإسلام دينا ارتضاه الله لعباده، فلا يجوز لأحد أن يظل على ما كان عليه من الدين الذي قبله وإن كان صحيحا؛ حيث أن الشرائع قد تغيرت بأمر من مشرعها وهو اله سبحانه ، فهذا مراده من قوله: وقد كان لهم في ذلك ملة وقد قضاها الله أي: نسخها بالإسلام.
(3) هو: حيان بن شريح بن صفوان، آبو زرعة، التجيبي، المصري، الفقيه الامام الزاهد، المتوفى سنة (158) .
ومن مصادر ترجمته يمكن الرجوع إلى: ديوان الاسلام بتحقيقي (ت744)، الجرح والتعديل (247/3)، التاريخ الكبير (56/3)، الطبقات الكبرى لابن سعد (384/5)، تصحيفات المحدثين (504)، الثقات (230/6)، تبصير المنتبه (780/2)، الإكمال (273/4)، فتوح البلدان (255/2) .
पृष्ठ 24