============================================================
قال: قلت: يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه قال: لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله.
وكتب إليه(1) بعض عماله ليستشيره في استعمال الكفار فقال: ال المال قد كثر وليس يحصيه إلا هم فاكتب إلي بما ترى.
فكتب إليه: لا تدخلوهم في دينكم(1) ولا تسلموهم ما منعهم الله منه، ولا تؤمنوهم على أموالكم، وتعلموا، فإنما هي الرجال(3).
وكتب رضي الله عنه إلى عماله: أما بعد: فإنه من كان قبله كاتب من المشركين فلا يعاشره، حنيفا مسلما ولم يكن من المشركين) [آل عمران: 67] فكل مسلم حنيف لاتباعه ملة إبراهيم عليه السلام وهي الإسلام كما أشارت إلى نذا ال الآية وكما تكرر ذلك مع ذكر إبراهيم عليه السلام بأنه حنيفا أي: ماي الى الحق والإيمان متباعدا عن الباطل والإشراك (1) أي إلى عمر بن الخطاب.
(2) يريد لا تدخلوا في أسرار وشئون دينكم التي قد تفيد الكفار في معرف خططاتكم لقتالهم ولا يريد عدم إدخالهم في الدين ذاته بل هو غاية ما به الإسلام هو أن يؤمن الناس بالله تعالى.
(3) قوله: فإنما هي الرجال: أي تعلموا فإنما العلم بالتعلم، وإنما هي علوم مكتسبة لا وحي فيها ولا إعجاز فمن أراد الوصول أو البلوغ إلى هدف شحذ العزم وشمر الساعد، واستعان بالله بلغه بإذن الله تعالى، وقال صلى عليه وسلم: امن سار أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل1.
فبالصبر والمثابرة ينال الإنسان ما يتمنى، ومن آراد العلا سهر الليالي، وق الشاعر: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
पृष्ठ 20