============================================================
لطائف المنن وقال ي: استنار قلبى يوما فكنت أشهد ملوكيته الموات والأراضين السبع فوقعت منى هقوة فحجبت عن شهود ذلك، فتعجبت كيف حجينى عن هذا الأمر الكبير فإذا علي يقول لي: البصيرة كالبصر أدنى شىء يحل فيها يعطل النظر، ولنقبض عنان المقال لثآلا تخرج عن غرض الكتاب، وإلا فكلام الشيخ أشهر من أن ينبه عليه واكثر ما ذكرته هنا لا يوجد في الكلام المنسوب إليه. وقد مضى من كلامه فى المقدمة، وسيأتى فى أتناء الكتاب ان شاء الله.
وحسبكم من كلامه ما ذكره من كرامات القطب وما ذكره من طريق الخصوص والععوم والعلوم والحقائق والأسرار وحلاوة اللفظ وأجزته مع الاشتمال على المعانى الكثيرة والهيبة التى تجدها عند ذكرك لكلامه أو ماعك إياه قل أن تجد ذلك في شىء من كلام أهل الطريق إماما.
قال فى كرامات القطب: فقال : للقطب خسة عشر كرامة، فمن ادعاها أو شيئا منها فليبرز بمدد الرحمة والعصمة والخلافة والنيابة، ومدد حجملة العرش العظيم، ويكشف له عن حقيقة الذات، واحاطة الصفات، ويكرم بكرامة الحكم والفصل بين الوجوديين وانفصال الأول عن الأول وما انفصل عنه إلى منتهاه وما ثبت فيه، وحكم ما قبل وما بعد، وحكم ما لا قبل له ولا بعد، وعلم البدء وهو العلم المحيط بكل علم وبكل معلوم، بدا من السر الأول إلى منتهاه ثم يعود إليه، فهذا معيار أعطاه الشيخ يختبر به من ادعى هذه الرتبة العظيمة القائمة بكفالة الأبرار والمحيطة بعدد الأنوار.
وهذا نحو ما ذكره العارف بالله أبو عبد الله الترمذى الحكيم فى كتاب الأولياء له أن من ادعى الولاية فيقال له: صف لنا منزل الأولياء فذكر مائل معيارا على من ادعى الولاية ولقد أخبرنى الشيخ مكين الدين الأسمر قال: مكثت أربعين سنة يشكل على الأمر فى طريق القوم فلا أجد من يتكلم عليه ويزيل عنى اشكاله حتى ورد الشيخ أبو الحسن فأزال عنى كل شىء أشكل على، ولما قدم الشيخ صدر الدين الفولي إلى ديار مصر رسولا اجتمع بالشيخ أبى الحمن وتكلم بحضرته بعلوم كثيرة، والشيخ مطرق إلى أن استوفى الشيخ صدر الدين كلامه، فرفع الشيخ أبو الحسن رأسه وقال: : أخبرنى . أين قطب الزمان اليوم؟ ومن هو صديقه؛ وما علوسه؟ قال: فسكت الشيخ سدر الدين ولم يرد جوابا، وطريقه طريق الغنى الأكبر، والتوصل العظيم حتى إنه كان
पृष्ठ 58