وسألته: عن قول الله سبحانه: خالدين فيها ما دامت السموات والأرض فهي سماوات الآخرة وأرضها الباقية وليست سموات هذه الدنيا ولا أرضها التي هي زايلة فانية.
وأما إلا ما شاء ربك فإنما هو عن قدرة الله على إفنائها إن شاء، وذلك فهو كذلك إذا كان هو الذي خلق وإنشاء لأنه لا يقدر أحد أبدا على أن يبقى شيئا تخليده وإبقاه إلا من يقدر إن يفنيه فلم يشأ سبحانه إفناه ولكنه شاء تخليده وإبقاه وأخبر بقدرته إن شاء على الإفنا كما قدر على الإبقاء وأن أهل الجنة فيها بإبقائه لهم باقون فإنهم خالدون فيها أبدا لا يفنون وكما لا تفنا أرضهم فيها ولا سماؤهم فذلك لا تفنا ما بقيت الجنة بقاؤهم والحمد لله الذي لا يخلف وعده ولا يخلد من الأشياء إلا ما خلده.
وسألته: عن قول الله سبحانه: وكل شيء أحصيناه في إمام مبين فقال: فإنه يقول سبحانه في علم عليم ولا يتوهم أن ذلك إماما من الكتب وأن اللوح لوحا من خشب فإنما يراد بها ومثلها إحاطة الله بعلمه كله لأن أحفظ ما يحفظ الآدميون ما يوقعون في الكتب ويكتبون فمثل الله ذلك لهم من علمه وحفظه بما يعرفون وأخبرهم أن الذي عنده سبحانه من ذلك، وفيه كله على خلاف ما يصفون لفرق ما بينه وبين خلقه في كل صفة وليعرفوه في ذلك كله من الفرق بما يجب المعرفة.
وسألته: عن قول الله سبحانه: سلام عليكم فليست عليهم بتحية ولا تسليم، ولكنها جهرة لهم وقطعة بينة وبينهم وتكليم.
وأما ما سألت عنه من: والنجم والشجر يسجدان فتأويله يخضعان لله ويذلان بكل ما فيهما من أصل وفرع أو مفترق من أفنائهما أو مجتمع عن إمام.
पृष्ठ 57