سألت: في إثبات الإمامة هل تجوز الصلاة خلفه إذا كان وافقا في غيرها من أمر الدين فقال: إن الولاية واجبة من الله عزوجل بتنزيله في كتابه لكل فاضل على كل مفضول ولكل عالم من الخلق على كل مجهول، وأولى الناس بها أقربهم إلى الله قربة وأرفعهم عند الله منزلة ودرجة وأولئك هم السابقون كما قال الله سبحانه: والسابقون السابقون أولئك المقربون فأولاهم بها أقربهم إلى ربهم وإمامهم فهو أعلمهم وأعلمهم فهو أسبقهم إلى الإيمان والإحسان وأعرفهم وأحكمهم بما نزل الله في الفرقان، وفي ذلك وكذلك ما يقول الله سبحانه: وفوق كل ذي علم عليم.
ويقول سبحانه: أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون في كل هذا يخبر أن الولاة والأئمة في كل قرن وزمان هم الذين يعلمون، وفي كل هذا وما لم يذكر من أمثاله مما نزل في الكتاب دلالة بينة ظاهرة نيرة لأولي الألباب.
وأما الصلوات: فلا يجوز فيها أن يؤتم إلا بكل زكي بر برئ من الملاعب كلها والملاهي ومن لم يعرض عن الله وهو كل لعب وهو فليس من عباد الله وعباد الله الذين ذكرهم بالإعراض عن اللغو فهم العباد لله كما قال سبحانه: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاما إلى قوله: والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما، وقوله سبحانه: وإذا سمعوا اللغوا أعرضوا عنه، وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم.
ومن الزور ولهو الأمور الغناء والدف واللعب والعزف وما يعرض عن ذلك من سمعه وحضره ولا من لم ينكر منكره، وقد ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول: ؛صوتان ملعونان فاجران في الدنيا والآخرة صوت عند نعمة لعب، ولهو ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة خمش وجه وشق جيب ورنة شيطان«.
पृष्ठ 58