اعليه ولا معرفة لهم بالأحوال ولا بالمقامات ولا رائحة عندهم من العلوم الهية الوهبية ولا بالمعارف والكشوفات ويخافون على أعمالهم من تحبطها الاعتمادهم عليها دون الله وضابط الصوفية أنهم رجال فوق هؤلاء العباد لأنهم اليرون الأفعال كلها مع ما هم عليه من الجد والاجتهاد والورع، والزهد والتوكل، وغير ذلك، ويرون أن ما هم فيه بالنظر للمقامات التي فوقهم كلا ايء ولكن هم مع حسن أخلاقهم وفتوتهم أهل رعونة ونفوس بالنظر لأهل الطبقة الثالثة وعندهم رائحة الدعاوى. وضابط الملامتية الذين هم على قدم أابي بكر الصديق أنهم رجال لا يزيدون على الصلوات الخمس إلا الرواتب اولا يتميزون عن الناس بحالة زائدة يعرفون بها يمشون في الأسواق ويتكلمون امع الناس بكلام العامة قد انفردوا بقلوبهم مع الله لا يتزلزلون عن عبوديتهم القط ولا يذوقون للرياسة طعما لاستيلاء الربوبية على قلوبهم فهم أرفع الرجال مقامأ رضي الله عنهم أجمعين وقال في الباب العاشر وثلاثمائة: في قوله تعالى : يأيها التدتر لكح ق فاذر [المدثر: 1 - 2] : اعلم أن التدثر إنما يكون في البرودة التي تحصل اعقب الوحي وذلك أن الملك إذا ورد على النبي ، بعلم أو بحكم تلقى تلك الصورة الروح الإنساني فإذا تلاقيا هذا بالإلقاء وهذا بالإصغاء احتد المزاج واشتعل وتقوت الحرارة الغريزية المزاجية فتغير وجه ذلك الشخص الذلك وهو أشد ما يكون ولذلك تصعد الرطوبات البدنية كأنها بخارات إلى اطح كرة البدن لاستيلاء الحرارة فيكون من ذلك العرق الذي يطرأ على أصحاب هذا الحال للانضغات الذي يحصل بين الطبائع من التقاء الروحين ام لما كان الهواء الخارج من البدن قويا غمر المسام برطوبته فمنع تخلل الهواء البارد من خارج فإذا سرى ذلك عن النبي أو عن صاحب الحال ووانصرف الملك سكن المزاج وانفشت تلك الحرارة وانفتحت تلك المسام اقبل الجسم الهواء البارد من خارج فتخلل الجسم فيبرد المزاج ويستولي اعلى الحرارة ويضعفها فذلك هو البرد الذي يجده صاحب الحال ولهذا تأخذ الشعريرة فيزاد عليه الثياب ليسخن ثم بعد ذلك يفيق ويخبر بما وقع له من الوحي إن كان نبيا أو من الإلهام إن كان وليا، وأطال في ذلك.
अज्ञात पृष्ठ