اور اللو التتمن التحي (مقدمة المؤلف] الحمد لله رب العالمين، والصلاة والتسليم على سيدنا محمد وعلى اسائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبهم أجمعين وبعد فهذا كتاب نفيس انتعخبته من كتابي المسمى بلالواقح الأنوار القدسية" الذي كنت اختصرته من "الفتوحات المكية" خاص فهمه بالعلماء الأكابر وليس لغيرهم منه إلا الظاهر، قد اشتمل على علوم وأسرار ومعارف الا يكاد يخطر علمها على قلب الناظر فيه قبل رؤيتها فيه، وقد سميته الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر" ومرادي بالكبريت الأحمر اكسير الذهب ومرادي بالشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى اعنه. أعني أن مرتبة علوم هذا الكتاب بالنسبة لغيره من كلام الصوفية كمرتبة اكسير الذهب بالنسبة لمطلق الذهب كما سنشير إلى ذلك بما نقلناه عن الشيخ احمه الله في أبواب فتوحاته، و"الكبريت الأحمر" يتحدث به ولا يرى العزته.
واعلم يا أخي أنني قد طالعت من كتب القوم ما لا أحصيه وما وجدت تابا أجمع لكلام أهل الطريق من كتاب "الفتوحات المكية" لا سيما ما تكلم الفيه من أسرار الشريعة وبيان منازع المجتهدين التي استنبطوا منها أقوالهم، فإن ان ظر فيه مجتهد في الشريعة ازداد علما إلى علمه واطلع على أسرار في وجو الاستنباط وعلى تعليلات صحيحة لم تكن عنده، وإن نظر فيه مفسر للقرأن فكذلك أو شارح للأحاديث النبوية فكذلك أو متكلم فكذلك أو محدث فكذلك أو لغوي فكذلك أو مقرىء فكذلك أو معبر للمنامات فكذلك أو اعالم بالطبيعة وصنعة الطب فكذلك أو عالم بالهندسة فكذلك أو نعحوي فكذلك أو منطقي فكذلك أو صوفي فكذلك أو عالم بعلم حضرات الأسماء الالهية فكذلك أو عالم بعلم الحرف فكذلك.
فهو كتاب يفيد أصحاب هذه العلوم وغيرها علوما لم تخطر لهم قط
अज्ञात पृष्ठ
اعلى بال . وقد أشرنا لنحو ثلاثة آلاف علم منها في كتابنا المسمى بلاتنبيه الأغبياء على قطرة من بحر علم علوم الأولياء" فإن علوم الشيخ كلها مبنية اعلى الكشف والتعريف ومطهرة من الشك والتحريف كما أشار رضي ال ه عالى عنه إلى ذلك في الباب السابع والستين وثلثمائة من "الفتوحات" بقوله: االوليس عندنا بحمد الله تعالى تقليد إلا للشارع وبقوله في الكلام على الأذان : "واعلم أني لم أقرر بحمد الله تعالى في كتابي هذا قط أمرا غير امشروع وما خرجت عن الكتاب والسنة في شيء منه) . وبقوله في الباب الخامس والستين وثلثمائة : "واعلم أن جميع ما أتكلم به في مجالسي ووتصانيفي إنما هو من حضرة القرآن وخزائنه فإني أعطيت مفاتيح الفهم فيه اوالإمداد منه ، كل ذلك حتى لا أخرج عن مجالسة الحق تعالى ومناجاته بكلامه وبقوله في باب الأسرار والنفث في الروع من وحي القدوس لكن ما اهو مثل وحي الكلام ولا وحي الإشارة والعبارة، ففرق يا أخي بين وحي الكلام ووحي الإلهام تكن من أهل ذي الجلال والإكرام". وبقوله في الباب السادس والستين وثلثمائة : "واعلم أن جميع ما أكتبه في تأليفي ليس هو عن اوية وفكر، وإنما هو عن نفث في زوعي على يد ملك الإلهام" وبقوله في الباب الثالث والسبعين وثلثمائة: "جميع ما كتبته وأكتبه في هذا الكتاب إنما او من إملاء إلهي وإلقاء رباني أو نفث روحاني في روح كياني كل ذلك احكم الإرث للأنبياء والتبعية لهم لا بحكم الاستقلال". وبقوله في الباب التاسع والثمانين من "الفتوحات" والباب الثامن والأربعين وثلثمائة منها: ااواعلم أن ترتيب أبواب "الفتوحات" لم يكن عن اختيار ولا عن نظر فكري اوإنما الحق تعالى يملي لنا على لسان ملك الإلهام جميع ما نسطره وقد نذكر كلاما بين كلامين لا تعلق له بما قبله ولا بما بعده وذلك شبيه بقوله تعالى: حفظوأ على الصلوات والصلوة الوسطى )* [البقرة: 238] بين آيات طلاق وونكاح وعدة وفاة تتقدمها وتتأخرها" . وبقوله في الباب الثاني من االفتوحات" : "اعلم أن العارفين إنما كانوا لا يتقيدون بالكلام على ما بوبوا اعليه فقط لأن قلوبهم عاكفة على باب الحضرة الإلهية مراقبة لما يبرز منها فمهما برز لها أمر بادرت لامتثاله وألفته على حسب ما حد لها فقد تلقى
अज्ञात पृष्ठ
الشيء إلى ما ليس من جنسه امتثالا لأمر ربها". وبقوله في الباب السابع ووالأربعين : "اعلم أن علومنا وعلوم أصحابنا ليست من طريق الفكر ، إنما هي امن الفيض الإلهي" انتهى والله أعلم.
وأنا أسأل الله العظيم كل ناظر في هذا الكتاب أن يصلح ما يراه فيه من الزيغ والتحريف عملا بقوله م: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" .
إذا علمت ذلك فأقول وبالله التوفيق: اقال الشيخ رحمه الله في الباب الثاني من "الفتوحات" في قوله تعالى: وما علتنله الشعر وما يلبغى له2 [يس: 69] إن الشعر محل الإجمال، والغز، والرمز، والتورية أي ما رمزنا لمحمد ولا لغزنا ولا خاطبناه شيء ونحن نريد شيئا آخر ولا أجملنا له الخطاب بحيث لم يفهمه. وأطال في ذلك؛ وقال فيه : أقل درجات أهل الأدب مع القوم التسليم لهم فيما ايقولون وأعلاها القطع بصدقهم وما عدا هذين المقامين فحرمان . وقال فيه: الخلاف لا يصح عندنا ولا في طريقنا لأن الكل ينظرون كل شيء بعينه اومن هنا قالوا الكامل يكنى بأبي العيون.
وقال في قوله تعالى: لا تدركه الأبصر ) [الأنعام: 103] أي الأبصار المحجوبة وهو اللطيف الخبير أي لطيف بعباده حيث تجلى لهم على القدر طاقتهم ومضعفهم عن حمل تجلية الأقدس على ما تعطيه الألوهية.
وقال في قوله تعالى: (ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليكك حير * [طه: 114] اعلم أن رسول الله أعطي القرآن مجملا قبل جبريل امن غير تفصيل الآيات والسور فقيل له ولا تعجل بالقرآن الذي عندك قبل اجبريل فتلقيه على الأمة مجملا فلا يفهمه أحد عنك لعدم تفصيله: وقل رب ززذنى علما [طه: 114] أي بتفصيل ما أجمل من المعاني في التوحيد اوالأحكام لا زدني أحكاما كما توهمه بعضهم فقد كان يقول: "اتركوني اما تركتكم" فاعلم ذلك.
وقال أيضا في الباب الثاني منها: اعلم يا أخي أنه لو كانت علوم
अज्ञात पृष्ठ
الوهب نتيجة عن فكر أو نظر لانحصرت في أقرب مدة ولكنها موارد تتولى امن الحق على خاطر العبد والحق تعالى وهاب على الدوام فياض على الاستمرار والمحل قابل على الدوام فإما يقبل الجهل وإما يقبل العلم بحسب اجلاء مرآة قلبه وصدتها وإذا صفا القلب حصل من العلم في اللحظة الواحدة اما لا يقدر على كتابته في أزمنة متطاولة الاتساع ذلك الفلك المعقول وضيق اهذا الفلك المحسوس فكيف ينقضي ما لا يتصور له نهاية ولذلك قال الله المحمد : (وقل رب زدني علما ) [طه: 114] وأطال في ذلك.
ووقال في الباب الخامس : اعلم أن آدم عليه السلام حامل للأسما وومحمد ه حامل لمعاني تلك الأسماء التي حملها آدم وهي المراد بحديث أوتيت جوامع الكلم" .
ووقال: من أثنى على نفسه فهو أمكن وأتم ممن أثنى عليه إلا أن يكون المثني هو الله عز وجل كيحيى وعيسى في قول الله في حق يحيى علي السلام: {وسلم عليه [مريم: 15] وقول عيسى عليه السلام: والسلم على امريم: 33] فعلم أن من حصل الذات فالأسماء تحت حكمه وليس كل من احصل الأسماء يكون المسمى محصلا عنده ولذلك فضلت الصحابة علينا الأنهم حصلوا الذات وحصلنا نحن الاسم ولما راعينا الاسم مراعاتهم الذات اوعف لنا الأجر. وأيضا فلحضرة الغيبة التي لم تكن لهم فكان لنا تضعيف اعلى تضعيف فنحن الإخوان وهم الأصحاب وهو إلينا بالأشواق وللعامل امنا أيضا أجر خمسين ممن يعمل بعمالهم لكن من أمثالهم لا من أعيانهم فافهم اوقال في الباب السادس : أكثر العقلاء بل كلهم يقولون عن الجماد أ ه الا يعقل فوقفوا عند بصرهم والأمر عندنا ليس كذلك فإذا جاءهم عن نبي أوا ولي أن حجرا كلمه مثلا يقولون خلق الله فيه الحياة في ذلك الوقت؛ والأمر عندنا ليس كذلك بل سر الحياة سار في جميع العالم قد ورد أن كل شيء اسمع صوت المؤذن من رطب ويابس يشهد له ولا يشهد إلا من علم ذلك اعن كشف لا عن استنباط عن نظر . وأطال في ذلك.
अज्ञात पृष्ठ
ووقال في الباب السابع : اعلم أن الإنسان آخر جنس موجود من العالم الكبير وآخر صنف من المولدات، قال: وأكمل الله تعالى خلق المولدات من الجمادات والنباتات والحيوانات بعد انتهاء خلق العالم الطبيعي بإحدى وسبعين ألف سنة ثم خلق الله تعالى الدنيا بعد أن انتهى من مدة خلق العالم الطبيعي بأربع وخمسين ألف سنة ثم خلق الآخرة أعني الجنة والنار بعد الدنيا بتسعة آلاف سنة ولهذا سميت آخرة لتأخر خلقها عن خلق الدنيا هذه المدة ووسميت الدنيا الأولى لأنها خلقت قبلها، ولم يجعل الله تعالى للجنة والنار أمدا ينتهي إليه بقاؤهما فلهما الدوام. قال: وخلق الله تعالى طينة آدم بعد أن ضى من عمر الدنيا سبع عشرة ألف سنة ومن عمر الآخرة التي لا نهاية لها في الدوام ثمانية آلاف سنة وأطال في ذلك.
وقال في الباب التاسع: كان الجان في الأرض قبل آدم بستين ألف اسنة. وقال: أول من سمي من الجن شيطانا وأول من عصى هو الحارث فأبلسه الله وأبعده وليس هو بأب للجن كما توهم إنما هو واحد منهم وهو أل الأشقياء من الجن كما أن قابيل أول الأشقياء من البشر.
ووقال في الباب الحادي عشر : بلغنا أنه وجد مكتوبا بالقلم الأول على الأهرام وأنها بنيت والنسر الطائر في الأسد وهو الآن في الجدي - يعني على أيام الشيخ محيي الدين - فاحسب ما بينهما تعرف تاريخ عمارتها انتهى وومعلوم أن النسر الطائر لا ينتقل من برج إلى غيره إلا بعد مضي ثلاثين ألف اسنة، قال الشيخ عبد الكريم الجيلي : وهو اليوم في الدلو فقد قطع نحو اعشرة أبراج ولا يتأتى ذلك إلا بعد ثلثمائة ألف سنة انتهى.
قلت: وسيأتي في الباب التسعين وثلاثمائة قول الشيخ: ولقد ذكر لنا في "التاريخ المتقدم" أن تاريخ أهرام مصر بنيت والنسر في الأسد وهو اليوم اعندنا في الجدي فاعمل حساب ذلك تقرب من علم تاريخ الأهرام فلم يذدر ابانيها ولم يدر أمرها على أن بانيها من الناس بالقطع. فإذا كان هذا عمر الأهرام فكيف أنت يا أخي بعمر الدنيا والله أعلم.
اوقال في الباب الثالث عشر: لم يتقدم خلق العرش من الملائكة أحد
अज्ञात पृष्ठ
اوى الملائكة المهيمين في جلال الله تعالى وبعدهم القلم الأعلى فالملائكة المهيمون أول مظهر ظهر في العماء والقلم أو ملائكة التدوين والتسطي اوأطال في ذكر المخلوقات الأول على الترتيب.
ووقال في الباب الرابع عشر: جملة الأقطاب المكملين في الأمم السابةة امن عهد آدم عليه السلام إلى زمان محمد خمسة وعشرون قطبأ أشهدنيهم الحق تعالى في مشهد أقدس في حضرة برزخيته وأنا بمدينة قرطبة وهم: المفرق ومداوي الكلوم والبكاء والمرتفع والشفاء والماحق والعاقب والمنجور ووعنصر الحياة والشريد والراجع والصائغ والطيار والسالم والخليفة والمقسوم اوالحي والرامي والواسع والبحر والملصق والهادي والمصلح والباقي انتهى اقال: وأما القطب الواحد فهو روح محمد الممد لجميع الأنبيا ووالرسل والأقطاب من حين النشء الإنساني إلى يوم القيامة والله أعلم.
ووقال : فإن الوحي المتضمن للتشريع قد أغلق بعد محمد ولهذا كان عيسى عليه السلام إذا نزل يحكم بشريعة محمد دون وحي جديد فعلم أنه ما بقي للأولياء إلا وحي الإلهام على لسان ملك مغيب لا يشاهد فيعلمهم بصحة حديث، قيل : بتضعيفه أو عكسه من طريق الإلهام من غير اشهود للملك إذا لا يجمع بين شهود الملك وسماع خطابه إلا الأنبياء. وأما الولي فإن سمع صوتا لا يرى صاحبه وإن رأى الملك لا يسمع له كلاما إذا الا تشريع في وحي الأولياء فافهم. وقد بسط الشيخ الكلام على ذلك في الباب الثاني والعشرين والله أعلم.
وقال في الباب الخامس عشر : الأبدال السبعة للأقاليم السبعة إنما هم امستمدون من روحانية الأنبياء الكائنين في السموات وهم إبراهيم الخليل يليه وسي يليه هارون يتلوه إدريس يتلوه يوسف يتلوه عيسى يتلوه ادم عليهم الصلاة والسلام. قال: وأما يحيى فله تردد بين عيسى وهارون فمدد كل بدل اتنزل من حقيقة نبي من هؤلاء الأنبياء وكذلك تنزل العلوم عليهم في أيام الأسبوع لكل يوم علم يتنزل من رقائق نبي من هؤلاء.
ووقال في الباب السادس عشر : ما دخل التلبيس على السوفسطائية إلا
अज्ञात पृष्ठ
امن تشكيك إبليس لهم في الحواس وإدخال الغلط عليهم فيها وهي التي ايستند إليها أهل النظر في صحة أداتهم ، فلما أظهر لهم إبليس الغلط في ذك قالوا ما ثم علم أصلا يوثق به. فإن قيل لهم فهذا علم بأنه ما ثم علم فما امستندكم وأنتم غير قائلين به؟ قالوا: وكذلك نقول إن قولنا هذا ليس بعلم الهو من جملة الأغاليط. قال الشيخ رحمه الله تعالى : وهذا من جملة ما أأخل عليهم إبليس من الشبه وأما نحن فقد حفظنا الله من ذلك فلم نجعل الحس غلطا جملة واحدة وإنما الحاكم على الحس هو الذي يغلط كصاحب المرة الصفراء يجد طعم العسل موا وليس هو بمر في نفسه بدليل ذوق غير العسل ووجدانه الحلاوة ولو أن صاحب المرة أصاب لعرف العلة فلم يحكم اعلى السكر بالمرارة وعرف أن الحس الذي هو الشاهد مصيب على كل حال وأن القاضي على الحس يخطىء ويصيب. وذكر الشيخ ذلك أيضا في الباب الرابع والثلاثين فراجعه.
وقال في قوله تعالى: (ثم لآتينهر من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمنهم وعن اايليهم * [الأعراف: 17] إنما لم يذكر العلو والسفل لأن هذه الجهات الأربع المذكورة هي التي يأتي الشيطان منها إلى الإنسان فإن جاءك من بين يديك فاطرده بالكشف والبرهان غير ذلك لا يكون وإن جاءك من خلفك فاطرده ابالصدق وترك الشهوات وإن جاءك من يمينك الذي هو الجهة الموصوفة بالقوة ليضعف يقينك وإيمانك بإلقاء الشبه في أدلتك فكن موسوي المقام ووتذكر قصته مع السحرة حتى أمنوا وإن جاءك من جهة الشمال فاطرده بدلائل التوحيد وعلم النظر فإن الخلف للمعطلة أو المشركين كما أن اليمين للضعف اوالأمام للتشكيك في الحواس، ومن هنا دخل اللبس على السوفسطائية كما ممر وسيأتي بسطه قريبا.
ووقال في الباب السابع عشر: ليس في نظر الله تعالى للوجود زمان لا اماض ولا مستقبل بل الأمور كلها معلومة عنده في مراتبها بتعداد صورها فيها ومراتبها لا توصف بالتناهي ولا بالحصر هكذا إدراك الحق للعالم ولجميع الممكنات في حال عدمها ووجودها، فتنوعت الأحوال في خيالها لا في علمها، فاستفادت من كشفها لذلك علمأ لم يكن عندها لا حالة لم يكن
अज्ञात पृष्ठ
اعليها، فما أوجد الله الأعيان إلا لها لا له لأنها على حالتها بأماكنها وأزمانها الفي العلم الإلهي. وأما الأعيان فيكشف لها عن أحوالها شيئا فشيئا على الوالي والتتابع إلى ما لا يتناهى. قال: فتحقق بهذه المسألة فإن قليلا من اعثر عليها لخفائها فإنها متعلقة بسر القدر.
وقال في الباب الثامن عشر: لا يجني ثمرة التهجد وعلومه الفياضة اعلى أصحابه كل ليلة إلا من كانت فرائضه كاملة فإن كانت فرائضه ناقصة كملت من نوافله؛ فإن استغرقت الفرائض النوافل لم يبق للمتهجد نافلة وليس هو بمتهجد فاعلم ذلك وقال في الباب العشرين: حظ أهل النار من النعيم عدم توقع العذاب اوحظلهم من العذاب في حال عدمه توقعه فلا أمان لهم بطريق الإخبار من ال ه تعالى بقوله: ل يفتر عنهر ) [الزخرف: 75] وأطال في ذلك.
وقال في الباب الثاني والعشرين في قوله (وكل شيء أحصينه في إما ابين ) [يس: 12] اعلم أن قوله : أحصيناه يدل على أنه تعالى ما أودع فيه إلا اعلوما متناهية مع كونها خارجة عن الحصر لنا. قال: وقد سألت بعض العلماء بالله تعالى هل يصح لأحد حصر أمهات هذه العلوم؟ فقال : نعم هي امائة ألف نوع وتسعة وعشرون ألف نوع وستمائة نوع كل نوع منها يحتوي اعلى علوم لا يعلمها إلا الله تعالى.
ووقال في الباب الرابع والعشرين: أول من اصطلح على تسمية سؤال العبد ربه دعاء لا أمرا محمد بن علي الترمذي الحكيم رضي الله تعالى عنه ووكان من الأوتاد ما سمعنا بهذا الاصطلاح عن أحد سواه، وهو أدب عظيم اوإن كان هو في الحقيقة أمرا لأن الحد شمله فليتأمل.
ووقال في الباب الخامس والعشرين : كنت لا أقول بلباس الخرقة التي اققول بها الصوفية حتى لبستها من يد الخضر عليه السلام تجاه باب الكعبة.
اقلت : ذكر الحافظ ابن حجر أن حديث لبس الخرقة متصل ورواته ثقات كما أوضحت ذلك في "مختصر الفتوحات" والله أعلم.
ووقال في الباب السابع والعشرين: إنما أمر بلباس النعلين في الصلاة حين نزل قوله تعالى : يبني عادم خذوا زينتكر عند كل مسجد
अज्ञात पृष्ठ
االأعراف: 31] وكان في ذلك تنبية لهم على أن المصلي من شأنه أن يكون اماشيا في صلاته بمناجاته ربه في الآيات التي يقرؤها فإن لكل آية منزلا ينزله القارىء، والقاعد لا يلبس النعلين . قال: وإنما أمر موسى عليه السلام بخلع النعلين لأن الله تعالى كلمه بلا واسطة بخلاف المصلي منا فإنه في حجاب اعن دخول الحضرة التي دخل إليها موسى عليه السلام فلو صلح له دخولها الأمر كذلك بخلع النعلين فإن حكم من دخل حضرة الملك وانتهى سيره خلع انعليه أدبا فبانت رتبة المصلي بالنعلين وأطال في ذلك.
ووقال في الباب الحادي والثلاثين في قوله تعالى حكاية عن الخضر اعليه السلام ( فأردنا أن يبدلهما ربهما ) [الكهف: 81] بنون الجمع: إنما قال أردنا لأن تحت هذا اللفظ أمر إن أمر إلى الخير وأمر إلى غيره في نظر اموسى عليه السلام وفي مستقر العادة فما كان من خير في هذا الفعل فهو له عالى من حيث ضمير النون وما كان من نكر في ظاهر الأمر في نظر موسى لك الوقت كان للخضر من حيث ضمير النون فعلم أن نون الجمع لها هنا وجهان لما فيها من الجمع : وجه إلى الخبرية به أضاف الأمر إلى الله ووجه إلى العيب به أضاف العيب إلى نفسه. قال: ولو أن الخطيب الذي قال: وومن يعصهما فقد غوى يعني الله ورسوله كان يعرف هذين الوجهين اللذين القررناهما كما كان الخضر يعرفهما ولم يقل له النبي : ابئس الخطيب أانت" فخجل ومن يعص الله ورسوله على أن رسول الله جمع نفسه مع ابه في ضمير واحد فقال في خطبة رويناها عنه : "ومن يطع الله ورسوله فقد ار شد ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا" وما ينطق عن الهوى فافهم ووقال في قوله تعالى: (ومن مايلنهه منامكر بأليل والنهار ) [الروم: 423 إنما لم يقل تعالى: "وبالنهار" ليحقق لنا أنه يريد أننا في منام في حال يقظتنا المعتادة أي أنتم في منام ما دمتم في هذه الدار يقظة ومناما بالنسبة لما أمامكم فهذا سبب عدم ذكر الباء في قوله: وآلنهار واكتفى بالليل.
وقال في قوله تعالى: إج في ذالك لعبرة لأولي الأبصكر) [آل عمران: 13] هو من العبور لا من الاعتبار فمعنى الآية : لا تقفوا على ظاهر
अज्ञात पृष्ठ
الصور بل اعبروا من ظاهر تلك الصورة إلى باطنها المراد منها كما أن الذي ايراه الإنسان في حال نومه ما هو مراد لنفسه وإنما هو مراد لغيره فيعبر من اتلك الصورة المرئية في حال النوم إلى معناها المراد بها في عالم اليقظة إذا استيقظ من نومه، وكذلك حال الإنسان في الدنيا ما هو مطلوب للدنيا فكل اا يراه من حال وقول وعمل إنما هو مطلوب للآخرة فهناك يعبر ويظهر له في الدنيا حالة اليقظة . وأطال في ذلك.
ووقال في الباب الثالث والثلاثين : اعلم أن النية جميع أفعال المكلفين كالمطر لما تنبته الأرض فإن النية من حيث ذاتها واحدة وتختلف بالمتعلق اوهو المنوي فتكون النتيجة بحسب المتعلق به لا بحسبها فإن حفظ النية إنما اهو القصد للفعل أو تركه كون الفعل حسنا أو قبيحا أو خيرا أو شرا ما آثر النية ومن فهو أمر عارض عرض ميزه الشارع وعينه للمكلف، فليس للنية أثر ألبتة من هذا الوجه خاصة كالماء فإن منزلته أنه ينزل ويسبح في الأرض اوكون الأرض الميتة تحيا به أو يهدم بيت العجوز الفقيرة بنزوله ليس ذلك له فيخرج الزهرة الطيبة الريح والمنتنة والثمرة الطيبة والخبيثة، من حيث مزاج البقعة أو طيبها، أو خبث البزرة أو طيبها قال تعالى: (يسقلى بماء وحد ونفضل بضها على بعض في الأكل } [الرعد: 4] فإن نوى المكلف خيرا أثمر خيرا اوإن نوى شرا أثمر شرا انتهى. وسيأتي في الباب الثامن والستين ما له تعلق بالنية والله أعلم.
وقال فيه : العارف يأكل في هذه الدار الحلوى والعسل، والكامل المحقق يأكل فيها الحنظل لا يلتذ فيها بنعمة لاشتغاله بما كلفه الله تعالى به امن الشكر عليها وغير ذلك من تحمل هموم الناس.
وقال في قوله تعالى: (كتب ريبكم على نفسه الرحمة ) [الأنعام: 454 ونحو قوله تعالى: (وكاب حقا علينا نصر المؤمنين ) [الروم: 47] وقوله: (وعلى الله قصد السبيل ) [النحل: 9] الحق تعالى ينزه عن أن يدخل تحت احد الواجب الشرعي وإنما المراد أن العلم الإلهي إذا تعلق أزلا بما فيه اعادتنا كان ذلك الوجوب على النسبة من هذا الوجه بمعنى أنه لا بد من ووجود تلك الطريق الموصلة إلى ذلك الأمر الذي تعلق به العلم مع كونه
अज्ञात पृष्ठ
عالى مختارا في ذلك. وقال فيه: سبب اضطجاع الأنبياء على ظهورهم عند انزنول الوحي عليهم أن الوارد الإلهي الذي هو صفة القيومية إذا جاءهم اشتغل الروح الإنساني عن تدبيره فلم يبق للجسم من يحفظ عليه قيامه ولا قعود الفرجع إلى أصله وهو لصوقه بالأرض؛ وأطال في ذلك. وقال فيه : إنما كان الحيوان الذي يمشي على بطنه أضعف من غيره لقربه من أصله الذي عنه تكون وكل حيوان بعد عن أصله نقص من معرفته بأصله بقدر ما ارتفع عنه الا ترى المريض لما رد إلى عجزه وضعف كيف تراه ضعيفا مسكينا لأن أصله حكم عليه لما قرب منه ثم إذا شفي واستوى قائما وبعد عن أصله اتفرعن وتعجبر وادعى القوة؛ فالرجل من كان مع الله في حال صحته كحاله ي مرضه ومسكنته وعجزه والله أعلم وقال في الباب الرابع والثلاثين: اعلم أن لله عبادا خرق لهم العادة في ادراكهم العلوم من غير طريق الحواس من سمع وبصر وغيرهما وذلك كالضرب ووالحركة أو السكون كما قال : "إن الله ضرب بيده بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديي فعلمت علم الأولين والآخرين" فهذا علم حاصل لا عن قوة من الققوى الحسية أو المعنوية وهذا يبعد أن يقع مثله الأولياء بطريق الإرث. وقال: إنما أنزل القرآن كله في ليلة القدر إشارة إلى أن به تعرف مقادير الأشياء وأوزانها.
اقال: وكان نزوله في الثلث الآخر منها.
وقال في الباب السادس والثلاثين في قوله : "العلماء ورثة الأنبياء" : اعلم أن المخاطب بهذا علماء الأمة لقوله "اورئة الأنبياء" وما قال ارثة نبي خاص فكل من عمل الآن بشريعة محمد فقد عمل بجميع اشرائع الأنبياء فله مثل ثواب من عمل بشرائع الكل لكن فيما قررته شريعتنا امن شرائعهم لا فيما نسخته منها والله أعلم وقال في الباب الأربعين : إنما لم تقف السحرة على قولهم (ءامنا برب المين* [الأعراف: 121] دون قولهم {ري موسى وهرون) [الأعراف: 122] لأنهم لو وقفوا على العالمين لقال فرعون: أنا رب العالمين إياي عنوا فزادوا ري موسى وهرون) [الأعراف: 122] أي الذي يدعو إليه موسى ووهارون فارتفع اللإشكال. قال: وكان في خوف موسى من عصاه حين الكبريت الأحمر /م2
अज्ञात पृष्ठ
اظهرت في صورة حية إعلام للسحرة أن ذلك منه عليه السلام ليس بسحر لأن أحدا الا يخاف من فعله هو لعلمه بأنه لا حقيقة له من خارج. قال: وكان صورة لقف اصا موسى أنها تلقت صور الحيات من حبال السحرة وعصيهم حتى بدت للناس احبالأ وعصيا كما هي في نفس الأمر كما يبطل الخصم بالحق حجة خصمه فيظهر بطلاة ولو كان تلقفها انعدام الحبال والعصي كما توهمه بعضهم لدخل على السحرة الشبهة في عصا موسى والتبس عليهم الأمر، فكانوا لم يؤمنوا والله تعالى اقول { للقف ما صنعوا [طه: 69] وهم ما صنعوا الحبال والعصي بسحرهم ووإنما صنعوا في أعين الناظرين صور الحيات وهي التي تلقفته عصا موسى اعليه السلام ولو كان الأمر على ما توهمه بعضهم لقال تعالى : تلقف عصيهم ووحبالهم. قال: فكانت الآية عند السحرة خوف موسى وأخذ صور الحيات امن الحبال والعصي، وحاصل ما توهمه بعضهم أن الذي جاء به موسى حيني امن قبيل ما جاءت به السحرة إلا أنه أقوى منهم سحرا . وأطال في ذلك، ثم اقال: والسخر مأخوذ من السحر وهو ما بين الفجر الأول والفجر الثاني ووحقيقته اختلاط الضوء والظلمة فما هو بليل لما خالطه من ضوء الصبح ولا اهو بنهار لعدم طلوع الشمس للأبصار فكذلك ما فعله السحرة ما هو باطل حقق فيكون له عدما فإن العين أدركت أمرا ما لا تشك فيه وما هو حق احض فيكون له وجود في عينه فإنه ليس هو في نفسه كما تشهد العين ويظنه الرائي انتهى. وأشار إلى ذلك أيضا في الباب السادس عشر من الأصل (قلت) : وهو كلام نفيس ما سمعنا بمثله قط ووقال في الباب الحادي والأربعين: يقول الله عز وجل في بعض الهواتف الربانية : ل"ايا عبدي الليل لي لا للقرآن يتلى إن لك في النهار سبحا طويلا فاجعل اليل كله لي وما طلبتك إذا تلوت القرآن بالليل لتقف مع معانيه فإن معانيه تفرقك اعن المشاهدة فآية تذهب بك إلى جنتي وما أعددت فيها لأوليائي، فأين أنا إذا كنت في جنتك مع الحور متكثا على فرش بطائنها من إستبرق؟ وآية تذهب بك إلى اجهنم فتعاين ما فيها من أنواع العذاب فأين أنا إذا كنت مشغولا بما فيها؟ وآية تذهب بك إلى قصة آدم، أو نوح، أو هود أو صالح أو موسى أو عيسى عليهم الصلاة السلام وهكذا، وما أمرتك بالتدبر إلا لتجتمع بقلبك علي؛ وأما استنباط
अज्ञात पृष्ठ
الأحكام فلها وقت آخر وثم مقام رفيع وأرفع". وأطال في ذلك.
ووقال في الباب الثالث والأربعين في حديث "استفت قلبك وإن أفتاك المفتون" : في هذا الحديث ستر لمقام المتورعين فإنهم إذا بحثوا عنه عرفوا به كما اشتهرت أخت بشر الحافي لما سألت الإمام أحمد عن الغزل على اضوء مشاعل الولاة إذا مرت في الليل وقال لها الإمام أحمد: من بيتكم اخرج الورع الصادق لا تغزلي فيها ولو علمت معنى حديث استفت قلبك ما اسالت عن ذلك حين رابها فكانت تدع لك الغزل من غير سؤال وتستر مقامها اولا يثنى عليها بذلك فإنه إنما أعطانا ذلك الميزان في قلوبنا ليكون مقامنا استورا عن الناس خالصا مخلصا لا يعلمه إلا الله، اللهم إلا أن يكون أحدنا مقتدى به فله أن يظهر ورعه ليتبع ووقال في الباب الخامس والأربعين : الكامل من الرجال من جمع بين العوة إلى الله وبين ستر المقام فيدعو إلى الله بقراءته كتب الحديث والرقائق ووحكايات المشايخ حتى لا يعرفهم العامة إلا بأنهم نقلة لا يتكلمون من أحوالهم. قلت: وكان على هذا القدم سيدي الشيخ إبراهيم الجعبري وسيدي أحمد الزاهد وسيدي حسين الجاكي رضي الله تعالى عنهم. وقال فيه: كما اتعبد الله تعالى محمدا بشريعة إبراهيم عليه السلام قبل نبوته عناية من ال ه عالى له حتى فجأه الوحي وجاءته الرسالة فكذلك الولي الكامل يجب عليه ام عانقة العمل بالشريعة المطهرة حتى يفتح الله تعالى له في قلبه عين الفهم عن ه فيلهم معاني القرآن ويكون من المحدثين - بفتح الدال - ثم يرده الله تعالى بعد اذ لك إلى إرشاد الخلق كما كان رسول الله حين أرسل والله أعلم اوقال في الباب السابع والأربعين : ينبغي للمحقق أن لا يذكر الله تعالى الا بالأذكار الواردة في القرآن حتى يكون في ذكره تاليا فيجمع بين الذكر والتلاوة معا في لفظ واحد فيحصل على آجر التالين والذاكرين، فلو أتى ابالذكر من غير قصد التلاوة كان له أجر الذكر دون التلاوة فنقص من الفضيلة ابقدر ما نقص من القصد. وأطال في ذلك، ثم قال في حديث: "للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه" : اعلم أنه لما كان الصوم سببا القاء الرب كان أتم من الصلاة من هذا الوجه لكونه أنتج لقاء الله الذي هوا
अज्ञात पृष्ठ
امشاهدته والصلاة مناجاة لا مشاهدة، فالحجاب يصحب الصلاة ولا يصحب الصوم ألا تراه قال: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؟ والصوم لا ينقسم فافهم وقال فيه : للملائكة الترقي في العلم لا في العمل فلا يترقون بالأعمال كما لا يترقى في العلم، والعمل ولو أن الملائكة ما كانت ترقى في العلم ما اقبلت الزيادة من آدم حين علمها الأسماء كلها فإنه زادهم علما بالأسماء لم يكن عندهم فتأمل ذلك.
ووقال في الباب الثامن والأربعين في قوله : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) محمد: 33] أي أطيعوا الله فيما أمركم به على لسان رسوله مما قال فيه الة: "إن الله يأمركم" ثم قال: "وأطيعوا الرسول" ففصل أمر طاعة ال ه امن طاعة رسوله ولو كان المراد بطاعة رسول الله ما بلغ إلينا من أمر الله لم اليكن ثم فائدة زائدة وإنما المراد بطاعتنا له أن نطيعه فيما أمر به ونهى عنه مما لم يقل هو من عند الله فيكون كالقرآن، قال تعالى: (ومآ ءاللكم الرسول الخذوه وما نهكم عنه فأننهوأ [الحشر: 7] لأنا جعلنا له أن يأمر وينهى زائدا اعلى تبيلغ أمرنا ونهينا إلى عبادنا. وأطال في تفسير الآية، ثم قال: ومعنى الطاعة أولي الأمر أي فيما إذا أمرونا بما هو مباح فإذا أمرونا بمباح أو نهونا اعنه فأطعناهم أجرنا في ذلك أجر من أطاع الله فيما أوجبه علينا وليس لأولي الأمر أن يشرعوا شريعة مثل رسول الله ولذلك لم يقل في أولي الأمر: أطيعوا، مثل ما قال في رسول الله ، فليتأمل. وقال فيه: إنما أمر اللها الخلق بالسجود وجعله مقام قربه بقوله: { وأسجد وآقترب) [العلق: 19] ووبحديث: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" إعلاما لنا بأن الحق اعالى في نسبة الفوقية إليه من قوله : (وهو القاهر فوق عبادهء ) [الأنعام: 18] اوبقوله: { يخافون ريهم من فوقهر ) [النحل: 50] كنسبة التحتية إليه سواء فإن الساجذ يطلب السفل بوجهه كما أن القائم يطلب العلو إذا رفع وجهه في احال الدعاء ويديه، وقد جعل الله السجود حال قرب من الله إليه فلم يقيد اسبحانه الفوق عن التحت ولا التحت عن الفوق لأنه خالق الفوق والتحت كما لم يقيده الاستواء على العرش عن النزول إلى سماء الدنيا فهو معنا أينما
अज्ञात पृष्ठ
كنا في حال كونه في العماء في حال كونه مستويا على عرشه في حال كون ه في السماء في حال كونه في الأرض في حال كونه أقرب إلى أحدنا من حبل الوريد. انتهى والله أعلم وقال في الباب التاسع والأربعين: اعلم أن السبب الموجب لتكبر الثقلين دون غيرهما من سائر المخلوقات أن المتوجه على إيجادهم أسما الطف والحنان والرأفة والرحمة والتنزل الإلهي، فعندما خرجوا لم يروا اعظمة ولا عزا ولا كبرياء إلا في نفوسهم فلذلك تكبروا، وأما غيرهم من الخلق فكان المتوجه على إيجادهم من الأسماء الإلهية أسماء الجبروت والكبرياء والعظمة والقهر، فلذلك خرجوا أذلاء تحت القهر الإلهي فلم يمكن الهم أن يعرفوا للكبرياء طعما. وأطال في ذلك. وقال فيه: إنما جاءت بسم الاله الرحمن الرحيم أول كل سورة لأن السور تحتوي على أمور مخوفة تطلب أسماء العظمة والاقتدار فلذلك قدم أسماء الرحمة تأنيسا وبشرى المؤمنين ولهذا قالوا في سورة التوبة إنها والأنفال سورة واحدة ومن قال: إن كل واحدة سورة مستقلة تحتاج إلى بسملة قال: إن بسملة سورة النمل مكانها احتى لا ينقص القرآن عن مائة وأربع عشرة بسملة ولذلك جاءت بسملة النمل امحذوفة الألف كما جاءت في أوائل السورة ليعلم أن المقصود بها أوائل السور بدليل أنهم لم يعملوا بذلك في: بسو الله يجربلها ومرسلها [هود: 41]) واقرأ بآسو ريك } [العلق: 1].
اقلت: وقد ذكر الشيخ أيضا في الباب الحادي والثلثمائة ما نصه الأوجه اعندي أن سورة الأنفال وبراءة سورة واحدة ولذلك تركت البسملة بينهما وإن كان لتركها وجه هو عدم المناسبة بين الرحمة والتبري؟ ولكن ما لهذا الوج تلك القوة بل هو وجه ضعيف، وذلك أن البسملة موجودة في كل سورة أولها: {ويل* وأين الرحمة من الويل؟ انتهى.
وذكر أيضا في الباب السابع والعشرين وثلثمائة ما نصه: أخبرني الوارد والشاهد يشهد له بصدقه مني بعد أن جعلني في ذلك على بينة من ربي أن اختصاص البسملة في أول كل صورة إنما هو تتويج الرحمة الإلهية في منشور اتلك السورة وأن الرحمة تنال كل مذكور فيها من المسلمين فإنها علامة الله
अज्ञात पृष्ठ
اعلى كل سورة أنها منه كعلامة السلطان على مناشيره والحكم للتتويج فإن به اقع القبول، وبه يعلم أنه من عند الله؛ هذا أخبار الوارد لنا ونحن نشهد او نسمع ونعقل ولله الحمد لكن في حجاب عن شهود المحل الذي نزلت منه الشرائع ليفرق بين مقام الولاية ومقام الرسالة فافهم وذكر أيضا في الباب الثامن والثلاثين وثلثمائة ما نصه: اعلم أن ال ه عالى جعل البسملة أول كل سورة من القرآن حاكمة على كل وعيد فيها الأحد من المسلمين فمال كل موحد إلى الرحمة لأجل بسم الله الرحمن الرحيم فهي بشرى عظيمة لزوال كل صفة توجب الشقاء على أحد من عصاة الموحدين، وأما سورة التوبة عند من لم يجعلها من سورة الأنفال فيجعل لها اسم التوبة وهي الرجعة الإلهية على العباد بالرحمة والعطف، فقام اسم التوبة امقام البسملة فإن بالرجعة على عباده تعالى لا تكون إلا بالرحمة والله أعلم اوقال في الباب الخمسين: سبب الحيرة في الله تعالى طلبنا معرفة ذاتها اعالى بأحد الطريقين: إما بطريق الأدلة العقلية وإما بطريق تسمى المشاهدة فالدليل العقلي يمنع من المشاهدة والدليل السمعي قد أوما إليها وما صرح اوقد منع الدليل العقلي من إدراك حقيقة ذاته تعالى من طريق الصفة الثبوتية النفسية التي هو في نفسه عليها فلم يدرك العقل بنظره إلا صفات السلوب لا اغير وقد سموا ذلك معرفة، وكلما زادت الحيرة زاد العلم بالله تعالى ولذك كانت حيرة أهل الكشف أعظم . وقال: لولا منازعة الإنكار من العلماء وأولي الأمر على أهل الله عز وجل لأتوا بنظير ما جاءت به الأنبياء من صفات الل ه اعالى من تعجب وفرح وضحك ونزول ومعية؛ ولكن نغم ما فعل العلماء في إنكارهم ونعم ما فعل أهل الله في عدم التلفظ بما أطلعهم الله عليه من معرفته. وأطال في ذلك.
ووقال في الباب الحادي والخمسين: من رجال الله من أعطاه الله تعالى اعلامة يعرف بها الحرام والحلال في الماكل والملابس والمشارب وغير ذلك، فاستراح من التعب والتفتيش وسوء الظن بعباد الله تعالى المكتسبين الذلك المال، ثم إن هذا الأمر لا يكون لهم إلا بعد التضييق الشديد في التورع وهناك جازاهم الله تعالى ونفس عنهم بإعطائهم تلك العلامة في
अज्ञात पृष्ठ
المطعوم مثلا فيستعملونه ويظن من لا علم له بذلك أنهم أكلوا حراما وليس وقال في الباب الثاني والخمسين: اعلم أن نسبة الإنسان إلى أمه أولى امن نسبته إلى أبيه؛ وذلك لأنه من جهة أبيه ابن فراش ومن جهة آمه ابنها حقيقة.
ووقال في الباب الثالث والخمسين: يعجب على كل من لم يكن له شيخ أن يعمل هذه التسعة أمور حتى يجد له شيخا، وهي: الجوع والسه والصمت والعزلة والصدق والصبر والتوكل والعزيمة واليقين. وأطال في بيان كل واحد منها.
وقال في الباب السابع والخمسين: قوله تعالى : (فألهمها فجورها وتقولهاه االشمس: 8] إنما قدم الفجور على التقوى في الذكر لينبه تعالى على أن الفجور هو الغالب على الإنسان ويرجع العبد إلى ربه في كونه هو المقدر اعليه ذلك فيتوب تعالى عليه قال: والإلهام بالفجور من باب:كلا نم لولاء وهكؤلاء من عطاء ريك وما كان عطاء ريك محظورا)* [الإسراء: 20] فالنفس امحل قابل لما تلهمه من الفجور والتقوى فتميز الفجور لتجتنبه والتقوى الف تسلك طريقها فليست النفس أمارة بالسوء من حيث ذاتها لأن مرتبتها المباح الشرعي لا تتعداه. وأما قول الله: إن النفس لأمارة بالشوء [يوسف: 53] فليس هو حكم الله تعالى وإنما حكى تعالى ما قالته امرأة العزيز في امجلس العزيز وهل أصابت في هذه الإجابة أم لم تصب. هذا حكم آخ امسكوت عنه فبطل التمسك بظاهر هذه الآية والدليل إذا دخله الاحتمال سقط الاحتجاج به والله أعلم ووقال في الباب التاسع والخمسين في حديث الدجال: ليوم كسنة ويوم شهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم" : قد توهم بعضهم أن هذا الطول انما هو من شدة الأهوال في ذلك الزمان وليس كذلك فإن تمام الحديث قدا فع الإشكال بقول عائشة رضي الله تعالى عنها فكيف نفعل في الصلاة في اذلك اليوم قال: اقدروا لها فلولا أن الأمر في حركات الأفلاك باق على ما
अज्ञात पृष्ठ
اهو عليه لم يختل ما صح أن يقدر لذلك بالساعات التي يعلم بها الأوقات في أيام الغيم إذ لا ظهور في ذلك اليوم للشمس فإنه في أول خروج الدجال تكثر الغيوم وتتوالى بحيث إنه يستوي في رأى العين وجود الليل والنهار قال: وهو من الأشكال الغريبة التي تحدث في آخر الزمان فيحول ذلك الغيم المتراكم بيننا وبين السماء، والحركات كما هي فتظهر الحركات التي عملها أهل علم الهيئة ومجاري النجوم فيقدرون بها الليل والنهار وساعات الصلاة بلا شك. قال: ولو كان ذلك اليوم الذي هو كسنة يوما واحدا لم يلزمنا أن انقدر للصلاة بل كنا ننتظر زوال الشمس فما لم تزل الشمس لا نصلي الظهر المشروع لو أقامت بلا زوال مقدار عشرين سنة وأكثر لم يكلفنا الله غير اذلك. قال: وقد اختلفت الناس في معقول لفظة الزمان ومدلولها فأكشر الحكماء على أنه مدة متوهمة تقطعها حركات الأفلاك والمتكلمون على أن ام قارنة حادث يسأل عنه بلامتى" والعرب يريدون به الليل والنهار. قال: وهو مطلوبنا في هذا الباب والله أعلم.
ووقال في الباب الثامن والستين: إنما شرط بعضهم القصد الذي هو النية في التراب دون الماء لأن الماء سر الحياة فهو يعطي الحياة بذاته سواء قصد أو لم يقصد، بخلاف التراب لأنه كثيف لا يجري على العضو ولا اسري في وجه القصد فافتقر للقصد الخاص بخلاف الماء فإنه تعالى قال: فأغسلواه [المائدة: 6] ولم يقل : تيمموا ماء طيبا مثل ما قال في التراب صعيدا طيبا. قال: فإن قالوا: إنما الأعمال بالنيات وهو القصد والوضوء عمل، قلنا: سلمنا ما تقولون ونحن نقول به ولكن النية هنا متعلقها العمل لا الماء والماء ما هو العمل والقصد هنالك للصعيد فيفتقر الوضوء لهذا الحديث النية من حيث ما هو عمل بماء فالماء تابع للعمل والعمل هو المقصود ابالنية، وهنالك القصد للصعيد الطيب والعمل به تبع فيحتاج إلى نية أخرى اعن الشروع في الفعل كما يفتقر العمل بالماء في الوضوء والغسل وجميع الأعمال المشروعة إلى الإخلاص المأمور به وهو النية . وأطال في ذلك ل وقد تقدم ما له تعلق بالنية أيضا في الباب الثالث والثلاثين فراجعه فيه . وقال افيه: أجمع أهل العلم في كل ملة ونحلة على أن الزهد في الدنيا وترك جميع
अज्ञात पृष्ठ
احطامها والخروج عما بيده منها أولى عند كل عاقل، وأما المال الذي فيه اشبهة تقدح فيه فليس له إمساكه وهذا هو الورع ما هو الزهد. وأطال في اذلك. وقال فيه : إنما كان الاستجمار بثلاثة أحجار فما فوقها من الأوتار لأ ن الجمرة هي الجماعة والوتر هو الله فلا يزال الوتر الذي هو الحق مشهودا الخلق ولو في حال الاستجمار. وأطال في ذلك، ثم قال أواخر الباب: الذي أقول به إن الاستجمار بحجر واحد لا يجزىء لأن ذلك نقيض ما سمي ابه الاستجمار فإن الجمرة هي الجماعة وأقل الجماعة أثنان والثالث يوتر به .
ووقال في الكلام على الرمي من كتاب الحج: اعلم أنه لا معنى لمن الى الاستجمار بالحجر الواحد إذا كان له ثلاثة أحرف، فإن العرب لا تقول في الحجر الواحد أنه جمرة اه، فتأمله وحرره والله أعلم. وقال فيه: مما الدلك على أن المراد بوجه الشيء حقيقة المسمى وعينه وذاته قوله تعالى: وجوه يوميلم باسرة ) تفن أن يقعل بها ناقرة لقلح ) [القيامة: 24، 25] فإن الوجوه التي هي في مقدم الإنسان لا توصف بالظن وإنما الظن لحقيقة الإنسان وسيأتي في كلام الشيخ رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: قل اء هالك إلا وجهه) [القصص: 88] أن المراد وجه الشيء الذي يكنى عن ه بعجب الذنب فإنه لا يفنى كما صرحت به الأحاديث وليس المراد به وجهه اعالى كما توهم فإن ذلك لا يحتاج إلى التنبيه عليه والله تعالى أعلم.
اقلت: وسيأتي في الباب الحادي والثمانين وثلثمائة إن شاء الله تعالى في قوله : "إن عيني تنامان ولا ينام قلبي" أي لأنه لما انقلب إلى اعالم الخيال ورأى صورته هناك وهو قد ننم على طهارة ولم ير أن تلك الصورة أحدثت ما يوجب الوضوء فعلم أن جسده المحسوس ما طرأ عليه ما انقض وضوءه الذي نام عليه، ولهذا يقول: إن النوم سبب أحدث ما هو حدث. قال: ومن حصل له هذا المقام لم ينقض وضوءه بالنوم كالشيخ أبي الربيع المالقي شيخ أبي عبد الله القرشي بمصر لكن كان له هذا المقام يوم الاثنين خاصة اه والله أعلم. وقال فيه : إنما أمر العبد بالاستنشاق بالماء في الأنف لأن الأنف في عرف العرب محل العزة والكبرياء ولهذا تقول العرب في دعائها أرغم الله أنفه فقد فعل كذا وكذا على رغم أنفه، والرغام هو
अज्ञात पृष्ठ
التراب؛ أي أنزلك الله من كبريائك وعزك إلى مقام الذل والصغر، فكنى عن اذ لك بالتراب فإن الأرض قد سماها الله ذلولا على المبالغة وأذل الأذلاء من الوطئه الذليل. ثم إن الكبرياء لا يندفع من الباطن إلا باستعمال أحكام العبيد ومن هنا شرع الاستنثار في الاستنشاق فقيل له : اجعل الماء في أنفك ثم انتثروا الماء هنا هو عملك بعبوديتك فإذا استعملته في محل كبريائك خرج الكبرياء من محله وهو الاستنثار.
وقال : إنما أمر العبد أن يستر عورته في الخلوة وإن كان الحق تعالى الا يحجبه شيء لأن حكمه تعالى في أفعال عبيده من حيث ما هم مكلفون هكذا تبع الشرع فيه العرف.
وقال: الطهارة الباطنة للأذنين تكون باستماع القول الأحسن فإنه ثم حسن فأحسن فأعلاه حسنا ذكر الله في القرآن فيجمع بين الحسنين فليس أعلى من سماع ذكر الله بالقرآن مثل كل آية لا يكون مدلوها إلا ذكر الله فإنه اما كل آي القرآن يتضمن ذكر الله فإنه فيه حكاية لأحكام المشروعة وقصص الفراعنة وحكايات أقوالهم وكفرهم وإن كان في ذلك الأجر العظيم من حيث اما هو قرآن بالإصغاء إلى القارىء إذا قرأه من نفسه أو غيره فعلم أن ذكر ال ه اذا سمع في القرآن أتم من سماع قول الكافرين في الله ما لا ينبغي وقال فيه: أصل مسح الرأس طلب الوصلة لله ولا تكون الوصلة إلا مع اشهود الذل والانكسار ولهذا لم يشرع مسح الرأس في التيمم لأن وضع التراب اعلى الرأس من علامة الفراق وهو المصيبة العظمى إذ كان الفاقد حبيبه بالموت اليضع التراب على رأسه، وسيأتي زيادة على ذلك. وأطال في ذلك.
وقال فيه: اعلم أن الاستدلال على الاكتفاء بالمسح على العمامة دون الرأس بحديث مسلم في المسح على العمامة معلول أعله ابن عبد البر وغير فإن المسح فيه قد وقع على الناصية والعمامة معا فقد....(1) الماء الشعر وحصل حكم الأصل في مذهب من يقول بمسح البعض. وقال فيه: مسح الرجلين بالكتاب وغسلهما بالسنة المبينة للكتاب. قال : والآية تحتمل العدول (1) موضع النقط بياض في الأصل.
अज्ञात पृष्ठ