विश्व साहित्य पुरस्कार: नोबेल पुरस्कार का एक उदाहरण
جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل
शैलियों
فالمحكمون في لجنة نوبل لم يعرضوا هذه السنين كلها مجتمعات في مقارنة واحدة، وإنما نظروا إلى كل جائزة على حدة في سنتها بحسب المرشحين فيها.
ولم يقصدوا أن يميزوا الأدب النسائي بين ألوان أخرى من الأدب، فإن كل سنة من هذه السنين قد كان لها مرشحوها العديدون من الرجال، ولم يكن في أكثرها وجه للمقارنة بين كاتبة وكاتبة أخرى في بلادها أو غيرها.
ولكن الذي حدث أن هذا الإنصاف لم يأت بغير خلاف شديد، وبغير تردد كثير، ولم يظهر وجه الحق - بعد هذا التردد الكثير - إلا حين حكم الزمن، وتيسر التقدير الصحيح بالمقارنة التي لم تتيسر في أوان الجائزة، وإلا حين اتسعت آفاق المقارنة على مدى العشرات من السنين، ولم تكن هذه الآفاق تتسع في حينها لغير العام بعد العام.
ولدت «سلما لاجرلوف» سنة ألف وثمانمائة وثماني وخمسين، ونالت الجائزة وهي في الحادية والخمسين، وأصيبت وهي في الثالثة بمرض في العظام، سلمت منه بعد العلاج الطويل بقدم عرجاء وبدن هزيل، وأقعدتها العلة عن الحركة الطلقة، فانصرفت إلى المطالعة والدرس في السن التي تنصرف فيها البنات للعب، وتعلم الرقص وفنون الرياضة، فحاولت الكتابة ولما تجاوز العاشرة بكثير، ونظمت الشعر وهي في الخامسة عشرة، وتوفرت على التعليم الجامعي وهي في الثانية والعشرين، وعولت على الاستعداد الكامل لصناعة التعليم في أعلى مراحلها بالبلاد السويدية ، على الرغم من ثروتها التي كانت تسمح لها بالمعيشة في دعة ورخاء، بغير عمل لكسب العيش والارتزاق.
وقد مارست صناعة التعليم فعلا إلى سنة خمس وتسعين (1895) ... ثم انتابتها أزمة من أزمات الشك والتشاؤم، فاضطربت حياتها أيما اضطراب، وانتابتها الحيرة في حياتها الخاصة، وحياتها الفكرية، فاعتزلت وظيفتها في التعليم، وأزمعت الرحلة إلى بيت المقدس لزيارة الأرض المقدسة، وكادت أن تعقد النية على الإقامة فيها مدى الحياة، لتعيش إلى جوار الحرم الذي ولد فيه السيد المسيح كما عاش على سنة النسك والفداء.
ولكنها تحولت بالنسك إلى عالم الفكر والتأليف، وكتبت روايتها المطولة باسم «أورشليم»، فأودعتها كل ما اختلج في صدرها من لواعج الشك والقلق، وكل ما استقرت عليه - بعد ذلك - من عقائد الطمأنينة والإيمان.
ولما قاربت الخمسين أراد المعجبون بأدبها من أبناء وطنها أن تكون الجائزة تحيتها في عيد ميلادها، فعارضهم مواطنهم الكبير ويرسن، رئيس المجمع الأدبي واللجنة المحكمة في الجوائز الأدبية، وكان من خطته أن يتجنب شبهات المحاباة لبلاد الشمال، وإن ترشيح الشاعر الإنجليزي سوينبرن في تلك السنة أولى وأكرم من اختصاص الكاتبة السويدية بها، ولو كانت من حقها بالكفاية الفنية ... على أنه كان ينكر هذا الحق، وكان يرى أن غرابة البدعة وغلبة العاطفة على حكم النقد الصحيح، كان لهما فعلهما في ترشيح الكاتبة السويدية؛ إذ كان يأخذ عليها ما يسميه بتكلف الشعور ومجاراة العرف في الوساوس الدينية.
وحالت معارضة ويرسن دون صدور القرار من اللجنة باختيارها سنتين متواليتين، ثم أعيد الترشيح آخر مرة بتأييد قوي من جمهرة القراء في بلاد السويد، وبلاد الشمال عل الإجمال، فرجحت كفة المرشحين على كفة المعارضة من الرئيس وأنصاره، وتقرر بعد خمس سنوات من منحها الجائزة أن تختار عضوا في لجنة الجوائز، فلم تزل فيها صوتا مسموعا إلى يوم وفاتها، سنة ألف وتسعمائة وأربعين.
أما الكاتبة النرويجية التي كانت الثانية من بلاد الشمال في سجل الجائزة، فقد منحت الجائزة وهي في الثانية والأربعين، وقد كان للشعور الديني شأنه في معارضة ترشيحها؛ لأنها عدلت عن المذهب البروتستانتي إلى مذهب الكنيسة الكاثوليكية وهي في الثالثة والأربعين، ولكن هذا الشعور الديني قابله باعث من بواعث الشعور السياسي لم يزل يتجه إليها، لاختيار كاتبة نرويجية بعد الكاتبة الأولى التي اختيرت من بلاد السويد، وزكاه موقف آخر لها من مواقفها الوطنية أثناء الحرب العالمية الأولى، وما تلاها من الزعازع الداخلية، فكانت لها شفاعة من هذه البواعث المختلفة تزيد على شفاعة الفن والقيمة الثقافية، على رجاحة هذه القيمة بمقياس النقد الأدبي، ومقياس العلم الواسع بتاريخ البلاد.
أما الكاتبة الإيطالية جرازيا ديلادا فقد عرض اسمها مرات قبل أن تمنح الجائزة في سنة 1927 عن السنة التي قبلها، وقد اختارها مجمع الآداب في رومة عضوا من أعضائه الخالدين سنة ست وعشرين (1926)، ولعله كان تعويضا لها، ولسمعة الأدب الإيطالي، بعد العلم بإهمال ترشيحها في اللجنة السويدية.
अज्ञात पृष्ठ