जामिक
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
وقد أوجب الله على الفاسق حد ما أتى بقوله: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة}، فأوجب الجلد على قاذف المحصنات، وقال: {وأولئك هم الفاسقون}، ثم استثنى الذين تابوا وقد قال: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}، /176/ وقد قال: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} تمام الآية كلها. وأوجب عليه حد القاذف لإقراره ، وبالاتفاق أن المنكر لا حد عليه؛ فدل أن المقر غير مشرك وليس هو مؤمنا؛ لأن الله قد نفاه من الإيمان بقوله: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}، وقد لعن الكافرين ولم يلعن مؤمنا.
وقال أيضا في المنافقين: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا}، وأخرجهم من اسم الشرك، وأخرجهم من الإيمان وأثبت لهم اسم النفاق والضلال بقوله: {ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا}، وقال: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} فلم يكن مشركا ولا مؤمنا، فلا يجوز لهذا أن يلحق المنافق اسم الإيمان، ولا يحكم بأنه مشرك لإقراره، ثم صار مذبذبا.
पृष्ठ 243