जामिक
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
وقد قال الله: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين * فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}، يقول: {أأقررتم}، قالوا: {أقررنا}، فمن تولى عن الطاعة والعمل بها {فأولئك هم الفاسقون} خرج من الإيمان، كما يقال: فسقت الرطبة: إذا خرجت من قشرتها، وفسق المغزل.
وقال: {واذكروا نعمة الله عليكم [وميثاقه الذي واثقكم به] إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور}.
وقال: {ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون} فأجرى نبي الله ^ عليهم الأحكام في أموالهم وأنفسهم، فمن أحدث من أهل الإقرار حدثا من أهل هذه القبلة أخذ بحدثه على قدر منزلته، فإنه يؤخذ بما وجب عليه في حدثه، فإن امتنع طلب ذلك إليه بالمعروف وإن أعطى قبل منه، وكانت تلك حاجة المسلمين فيه، وإن امتنع صار باغيا كافرا بالبغي؛ فامتناعه بما وجب /177/ عليه، وقوتل عليه حتى يرجع إليه، ولا يستحل منه شيء غير ذلك، إذ لم يعلم الله عباده حلالا في قتاله شيء غير ذلك.
पृष्ठ 244