126

इज़हार अल-अस्र

Izhar al-ʿAsr li-Asrar Ahl al-ʿAsr

शैलियों

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشره، طلبه السلطان، فأطلع إلى القلعة من سكن الوالي، من قصر بشتك، إلى القلعة في زنجير، مرسما عليه أربعة جبلية، وشقت به قصبة القاهرة، فلم يقدر اجتماعه بالسلطان، فرد إلى بيت الوالي، في الترسيم من غير زنجير، فأرسل إلى الأمير تمربغا، وكان من أصحابه، يسأله أن يتكلم له مع السلطان في أن يأخذ منه مهما أراد، ويفك عنه الترسيم وكان قد عرف منه كل أحد الشر، والخبث والمكر، واللدد، فخشي تمربغا عاقبة الدخول معه في أمر المال، فأبى أن يفعل ما سأله فيه، فأرسل إلى الشيخ كمال الدين بن الهمام الحنفي، يمت إليه بقراءته عليه، وتردده إليه، وكان قد فعل ذلك، فلما انضم إلى أبي الخير، أنكر قراءته عليه، وسأله في هذه الضائقة، أن يشفع فيه، فقال: هذا رجل شرير، لا أدخل في أمره. فقيل له: هب أنه كفر، فهو يسلم على يدك. فقال: إنه يقول ما ليس في قلبه، كما قال الله تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}[الحجرات:14]، قد جاءنا من الغرب خائفا يترقب من قضية نسب فيها إلى الكفر، والوقوع في حق الملائكة، وسال إرساله إلى بعض القضاة، يحكم بإسلامه، وقبول توبته، ففعل ذلك، ثم ما نفعه ذلك، ولا كان صادا له، ولا زاجرا عن الخوض في المفاسد، والتعرض للمتالف. وفي هذا الحد، سأل التقي بن عز الدين الشافعي، الذي كان قاضي طرابلس، وكان قد نسب إلى قضايا فاحشة، أن يذهب معه أحد أعيان الأتراك؛ للكشف عليه، على وجه الحق، وكان قد نسب إلى سوء السيرة، وقضايا شنيعة، منها: محضر أثبته على الزرعي قاضي الحنفية بطرابلس، وكان نائبه في حصن الأكراد، أثبت عليه في ذلك المحضر ، أنه ارتكب حال نيابته له بها أمورا فاحشة اقتضت أنه عزله، واتصل ذلك بمسامع السلطان، فغضب على كاتب السر ابن البارزي، لأخذ ولاية الزرعي بطرابلس، وكان من أتباع ناظر الجيش موسى، فغضب له، وكاتب، بأن ابن عز الدين زور ذلك المحضر عليه، ومما أعان على ثلب ابن عز الدين؛ أنه من طائفة الإسماعيلية، وأن أقاربه منهم الفداوية، أي الذين إذا كان للسلطان غرض في الفتك بأحد، أرسل أحدا منهم، فاغتاله جهرا، ولهم على ذلك مرتبات، وإقطاعات يأكلونها هم، وأعقابهم، ولهم أنواع من الفسق، هم بها متجاهرون، فلما سأل ابن عز الدين الكشف عليه، ندب السلطان لذلك دويداره الثالث ماميه المؤيدي، وكان شهيرا بين الأتراك وغيرهم بالخير، منسوبا إلى عقل ودين، وحسن سياسة، وسافر في هذا الحد.

نفي أبي الخير:

पृष्ठ 232