فقد سألني من يحق علي إسعاده ويتعين الإيثار بما يحصل عنده مراده لثقتي بفضله، ومعرفتي بكماله ونبله، وهو الفائق على أقرانه، والمربي على جميع أبرانه، ذلك سيدنا الفقيه الأفضل جمال الملة والدين عين الأعيان أجمعين: محمد بن يحيى بن محمد ين بهران البصري التميمي، أن أخبر له ما علا من مسموعاته وعلوم العربية والأحكام الفقهية، والأصول غير الكلامية، فأجبته إلى ما طلب، وإن كان متمكنا منه بأقوى سبب ومستبضعا بالتمر إلى هجرا ومهديا نور البهاء إلى القمر، والثمر إلى الشجر.
وأجزت له رواية شرحي الرضي نجم الدين على مقدمة ابن الحاجب الكافية الشافية، ورواية الشرح المساعد على تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، ورواية الكشاف لحقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل للعلامة جار الله فخرخوارزم، ورواية أحكام البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار للإمام المهدي أحمد بن يحيى عليه السلام، ورواية شرح عضد الدين على مختصر المنتفى، وكتاب التنقيح وشرح لمصنفه أصول الحنفية غير شارط عليه إلا بعد اشتراطه عينا، وغير مفيد أبدا من إتقاء التحريف والتصحيف، ألهمنا الله وإياه إلى ما يحبه ويرضاه، بحقه وحق أنبيائه وأوليائه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
صدر وضع هذا المسطور في شهر ربيع الآخر من سنة ست عشرة وتسعمائة.
كتبه الفقير إلى عفو الله محمد بن أحمد بن محمد بن مرغم وفقه الله لما يرضيه ويعصمه عن معاصيه بحق الكتاب المبين، والنبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بلفظه من خط يده رحمه الله تعالى، انتهى.
ومنقول أيضا من خط الحاكم المذكور رحمه الله تعالى ما لفظه:
هذه إجازة سيدنا الفقيه العلامة، وحيد عصره محمد بن محمد بن علي بن عمر الضمدي أطال الله بقاه وحماه، وذلك من الشيخ المحدث نزيل الحرم أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر، وذلك ما لفظه:
पृष्ठ 63