فإذا كان النبي ﷺ قد لعن الذين يتخذون على القبور المساجد ويسرجون عليها الضوء، فكيف يستحيل مسلم أن يجعل هذا طاعة وقربة؟!!
وفي صحيح مسلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁ قال: "بعثني رسول الله ﷺ فأمرني ألا أدع قبر مشرفا إلا سويته، ولا تمثالا إلا طمسته" ١.
وثبت عن النبي ﷺ أنه قال: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد" ٢.
وقال: "لا تتخذوا قبري عبدا، وصلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني" ٣.
فنهى النبي ﷺ عن الاجتماع عند قبره.
وأمر بالصلاة عليه في جميع المواضع، فإن الصلاة عليه تصل إليه من جميع المواضع.
وهذه الأحاديث رواها أهل بيته، مثل: علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي، ومثل عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
فكانوا هم وجيرانهم من علماء أهل المدينة ينهون عن البدع التي عند قبره أو غير قبر غيره، امتثالا لأمره، ومتابعة لشريعته.
_________
=وأحمد ٢/٣٣٧-٣٥٦ و٣/٤٤٣.
١-أخرجه مسلم في كتاب الجنائز حديث ٩٣، وأبو داود في كتاب الجنائز باب٦٨. والترمذي في كتاب الجنائز باب٥٦ والنسائي في كتاب الجنائز باب٩٩. والإمام أحمد ١/٨٧-٩٦-١٢٩-١٣٨-١٤٥.
٢-أخرجه مالك في الموطأ في كتاب السفر حديث ٨٥ والإمام أحمد ٢/٢٤٦.
٣-أخرجه أبو داود في كتاب المناسك باب ٩٦، والإمام أحمد في المسند ٢/٣٦٧.
1 / 58