ونحن [لا نعني](1) بمن رفض عليا عليه السلام إلا من ذكره الله في الآية، وورد فيه هذه الأخبار من الذين رووا أحاديث الزور من نحو قولهم: أطيعوا السلطان ولو عبدا حبشيا، فحكموا بأن الحق في أيدي الذين غصبوا الحقوق، ورووا كثيرا من الأباطيل نحو ما يتعلق به هذا مما يبيح لهم ما حرم الله من اللهو، ونعني أيضا من خالفه من أهل العقائد الفاسدة التي هي الجبر، والتشبيه والإرجاء المفضي إلى رد ما علم من الدين ضرورة الذين صاروا سببا لكل مذهب سوء، كهولاء الحلولية المتسمين بالصوفية، ولا يغتر بكثرتهم إلا شقي؛ لأن الكثرة مذمومة، قال الله عز وجل: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}، وقد حذر الله منهم في قوله: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله}، ومدح القلة حيث قال {ومن آمن ما آمن معه إلا قليل}، وحيث قال: {وقليل من عبادي الشكور}.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا(2)))
حتى تلم بذكر راقصك الذي ... يهو ي بكم في لج بحر أكمد
الأكمد : المتغير لونه.
पृष्ठ 33