قال في (الصحاح): الكمدة تغير اللون.
قلت وبالله التوفيق: والصفة إذا بنيت من وزن فعلة قيل: أكمد للمذكر، كما بني أحمر من الحمرة، وأخضر من الخضرة وأصفر من الصفرة، والمراد به المتغير لونه المظلم لبعد قعره، والمعنى أنك إقرأ القصيدة حتى يأتي على ذكر شيخك من الصوفية، الذي رقص وسن لكم الرقص حتى هوى بكم في بحر العطب، وهو غضب الله، وهو يجد ذكر راقصه المذكور في قولنا في (الكامل المتدارك)
فتزندق البطال لايهوى سوى
تلك الفضائح ثم لم يتردد
الأبيات إلى قولنا:
حتى تهافت نحوهم جل الورى
... ... ... ...اليت
هذا كلامنا فليتدبره العارف فمن أين يلزمنا إلزامه الذي ذكره في شعره إن الوصي وسبطا النبي(1) رقصوا.
إن ينغم الدريج يفرح ناعرا ... أو يسمع الآيات تتلى يأمد
معنى يأمد: يغضب.
قال في (الصحاح): الأمد الغضب أيضاالغضب، والناعر أيضا: الحمار الناهق إذا دخل أنفه النعرة.
استعيرلراقصهم الذي يصيح بصوته إذا فرح بالمطربات، والمعلوم من حالهم أنهم ينهون من يتلو القرآن ويدرس في الحديث، ويأمرون المطربين ويتخذون الطرب دينا وليس من الإسلام، والله يقول: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ...} الآية، ويقول تعالى: {وذر الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا...} الآية إلى قوله: {...الكافرين}.
وهذا نص صريح على كفر من اتخذدينه لهوا ولعبا.
पृष्ठ 34