وروي في (الجمع بين الصحيحين) قال وأخرجه البخاري من حديث عطاء بن يسار، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((بينا أنا قائم إذ أقبلت زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، قلت: إلى أين؟)) فقال إلى النار والله.
((قلت: وما شأنهم))؟
قال: ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقهرى، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، قلت: إلى أين؟ قال: النار، والنار.
قلت: ((وما شأنهم))؟
قال: إنهم ارتدوا بعدك، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم.
وفي (تفسير الثعلبي) يرفعه إلى ابن المسيب عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلاؤن عن الحوض، فأقول: يارب أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لاعلم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى(1))).
قلت وبالله التوفيق: هذه أخبار تفيد العلم؛ لأنها مما أجمع عليه الموالف والمخالف وشهد بصحتها كتاب الله تعالى، قال عز وجل: {وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق...} الآية.
पृष्ठ 32