وقال الشعراوي أيضًا: "وتبحر في العلوم حتى انتهت إليه الرئاسة في مذهبه، وأجمع الناس أنه إذا انتقل إلى رحمة اللَّه -تعالى- مات بذلك فقه الإمام أحمد في مصر، وسمعت هذا القول مرارًا من شيخنا الشيخ شهاب الدين الرملي" (١). وقال الشيخ منصور البهوتي في مقدمة شرح المنتهى (٢): "أما بعد: فإن كتاب: "المنتهى" لعلَم الفضائل، وأوحد العلماء الأماثل، محمد تقي الدين ابن شيخ الإسلام أحمد شهاب الدين ابن النجار الفتوحي".
* * *
* المطلب الخامس: مشايخه:
أخذ العلم ﵀ عن عالم مصر في وقته والده أحمد بن عبد العزيز الفتوحي، ولازمه ملازمه تامة.
ونص من ترجم له على أخذه عن كبار علماء عصره، لكنهم لم يسمُّوا أحدًا من هؤلاء غير والده، فلعله في أثناء رحلته إلى الشام التي صنف فيها كتابه المشهور: "منتهى الإرادات" أخذ عن عالمها في وقته الشويكي (٣)، شيخ موسى الحجاوي، وقد سبقه الشويكي في: "الجمع بين المقنع والتنقيح"، فلعله استفاد هذه الطريقة من شيخه.
وأيضًا فقد نص من ترجم له على أنه أخذ عن أرباب المذاهب المختلفة،
_________
(١) السحب الوابلة (٢/ ٨٥٥).
(٢) شرح المنتهى (١/ ٣).
(٣) وقد أشار إلى هذا زميله في الطلب الجزيري بقوله: "ثم بعد وفاة شيخنا الشويكي بالمدينة، وتلميذه موسى الحجاوي بالشام، انفرد فيما أعلم في سائر أقطار الأرض". السحب الوابلة (٢/ ٨٥٥).
مقدمة / 32