لكن لم يعينوا أحدًا منهم.
فلعله أخذ عن عالم الشافعية بمصر فى وقته الشهاب الرملي، وقد أشار إلى ذلك زميله في الطلب الشعراوي، حيث قال في ترجمته للفتوحي: "وأجمع الناس على أنه إذا أنتقل إلى رحمة اللَّه -تعالى- مات بذلك فقه الإمام أحمد من مصر، وسمعت هذا القول مرارًا من الشيخ شهاب الدين الرملي" (١).
* * *
* المطلب السادس: رحلاته:
أولًا- مجاورته بمكة:
قال الجزيرى ﵀: "وحج قبل بلوغه صحبة والدته، وجاور بمكة، ثم حج لقضاء الفرض عام (٩٥٥ هـ)، على غاية من التقشف والتقلل من زينة الدنيا، وعاد مكبًّا على ما هو بصدده من الفُتيا، والتدريس لانفراده بذلك" (٢).
ثانيا- رحلته إلى الشام:
لم يقتصر ﵀ على علماء بلده، بل رحل إلى الشام، وأقام بها مدة من الزمان، فألف في هذه المدة كتابه المشهور: "منتهي الإرادات" الذي حرر أحكامه على الراجح من المذهب، وعرضه على والده، بعد عودته من رحلته فأثنى عليه، وحاز ثقة والده فاستنابه في وظيفة القضاء حين غاب إلى مرج دابق (٣).
* * *
_________
(١) النعت الأكمل ص (١٤٣)، السحب الوابلة (٣/ ٨٥٨).
(٢) السحب الوابلة (٣/ ٨٥٥).
(٣) السحب الوابلة (٢/ ٨٥٤، ٨٥٥)، المدخل ص (٤٤٠).
مقدمة / 33