الآراء وخبط العشواء (1) وأعد لهم العذاب الأليم ليوم الحساب في المعاد وقد رأينا الله عز وجل ذكر في محكم كتابه ما عاقب به قوما من خلقه حيث يقول- فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون (2) فجعل النفاق الذي أعقبهموه عقوبة ومجازاة على إخلافهم الوعد وسماهم منافقين (3) ثم قال في كتابه- إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار (4) فإذا كانت هذه حال من أخلف الوعد في أن عقابه النفاق المؤدي إلى الدرك الأسفل من النار فما ذا تكون حال من جاهر الله عز وجل ورسوله(ص)بالخلاف عليهما والرد لقولهما والعصيان لأمرهما والظلم والعناد لمن أمرهم الله بالطاعة لهم والتمسك بهم والكون معهم (5) حيث يقول- يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (6) وهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عز وجل عليه من جهاد عدوه وبذل أنفسهم في سبيله ونصرة رسوله وإعزاز دينه حيث يقول- رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (7) فشتان بين الصادق لله وعده والموفي بعهده والشاري نفسه له (8) والمجاهد في سبيله والمعز لدينه الناصر لرسوله وبين العاصي والمخالف رسوله(ص)والظالم عترته ومن فعله أعظم من إخلاف الوعد المعقب للنفاق المؤدي إلى الدرك الأسفل من النار @HAD@ نعوذ بالله منها
पृष्ठ 56