المعصومين عليهم السلام الا في موارد قليلة لا يتجاوز عدد الاصابع، وهذا يدل على معرفته بكتب العامة واحاطته بأحوال رواة أحاديثهم. ومن ثم ترى أن ابن أبي الحديد العالم المعتزلي المعروف ينقل في كتابه شرح نهج البلاغة المقبول عند الفريقين أكثر أحاديث كتاب الغارات ومطالبها مع كون هذه الاحاديث والمطالب موجودة أيضا في سائر الكتب المعتبرة التي كانت بمرأى منه ومسمع إلا أنه لثقته به وسكون نفسه وإطمينان باله إليه يختار النقل منه ويقدمه على غيره ألا تراه كثيرا ما يقول عند نقله الروايات والقصص الموجودة في الغارات وغيره من الكتب المعتمدة: " هذا الامر ذكره أصحاب السير فقال إبراهيم بن هلال الثقفي " ويكتفي بالنقل عنه وقصارى الكلام أن ابن أبي الحديد عنه البحث والتحقيق ممن يستف التراب ولا يخضع لاحد على باب إلا لمن يثق بصدق حديثه واداء امانته فلو لم يكن الثقفي عنده بمكان من الوثاقة ومنزلة من المناعة على درجة رفيعة من الفضل والعلم لم يعامله هذه المعاملة، وهذا واضح عند أهل الفن. ولاجل ذلك صار كتابه هذا وسائر كتبه مرتعا للشيعة ومشرعا لهم فقلما تجد كتابا معروفا للشيعة يخلو من ذكره وروايته فالاولى أن نشير إلى جماعة ممن يروي عنه أو عن كتبه بلا واسطة أو معها: فممن يروي عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن 1 وأبو جعفر محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات 2 والكليني في الكافي 3 والصدوق (ره) في
---
1 - انطر كتاب مصابيح الظلم من المحاسن باب الشرائع، حديث 431 (ص 287 من النسخة المطبوعة بتحقيقنا) وكتاب المآكل منه، باب السويق، حديث 565، (ص 489) وكتاب المرافق منه باب النوادر حديث 72، (ص 623). 2 - انظر ص 51 و52 و88 و106 و262 و268 و274 و321 و352 و372 407، و457 منه. 3 - يطلب موارد نقله من جامع الرواة للاردبيلي (ره) ومعجم رجال الحديث للامام الخوئي مد ظله.
--- [ 71 ]
पृष्ठ 70