وهكذا يستطيع المدافع عن عبدالله بن أبي أن يجد أدلة أكثر من أدلة المدافعين عن الطلقاء كمعاوية وبسر والوليد والحكم وأبي سفيان... إلخ الذين لم يسلموا إلا بعد أن امتلأ عليهم وادي مكة كتائب فأسلم ألفان في يوم واحد وكأن الهداية أنزلت إنزالا وغرست في قلوبهم جبرا وهذا يصعب تصديقه، فإن أسلم بعضهم صادقا فلا بد أن يكون هؤلاء قلة، ولو كانوا كثرة لأسلموا قبل الفتح وعصوا قومهم وهاجروا.
ثم رأيناهم في معركة حنين وكيف انهزموا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتمنوا هزيمته وقال بعضهم: (بطل السحر اليوم) وقد اعتزل أبو سفيان ومعاوية وصفوان بن أمية وحكيم بن حزام وراء تل ينظرون لمن تكون الغلبة (راجع تاريخ الإسلام للذهبي المغازي، ص578) فكيف تزعمون أن هؤلاء نزلت عليهم السكينة مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الثابتين؟
पृष्ठ 59