وقد سرق معاوية جملا هو ووالده أبو سفيان يومئذ وهناك دلائل قوية على أنهما شاركا في محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك، وقد روى عمار عن حذيفة في صحيح مسلم ما يمكن أن يستدل به في هذا، وقد ورد ما يشهد له في أخبار أخرى تحتاج لبحث وتأمل، فضلا عما حصل منهما بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاصة معاوية مما يطول ذكره. ونحو هذا من الأخبار التي تدل عليها أدلة صحيحة إما أحاديث أو مرويات ومع هذا لا نطالب الناس باعتقاد ما دلالته ظنية ولا بذم كل الطلقاء وكل الأعراب ولا نفعل هذا وإنما نطالبهم بوضع الرجل في مكانه اللائق به شرعا بما صح من الأحاديث، فإن أحسن الاتباع يمدح ويثنى عليه، وإن أساء يذم من باب القول للمحسن أحسنت وللمسيء أسات، ومن كان بين ذلك نجعله بتلك المنزلة؛ أما أن نتقول على الله بأنه أثنى على أفراد تلك الجموع كلها التي خرج منها أهل الردة والنفاق وسوء السيرة فهذا ظلم وطعن في علم الله واختياره.
ولا يعيب الإنسان أن يبحث بهدوء وسيجد الحقيقة لكن دون أحكام مسبقة ولا تعجل في النتائج ولا تأثر ببطانة الجهل التي يقودها الهوى لا الحق.
पृष्ठ 60