فمثلا يقول الملزم لكم: قد وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبدالله بن أبي بالصحبة وقال: ((حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)) فأثبت له الصحبة في هذا الحديث بل أثبت له الله الإيمان في كتابه الكريم في قوله تعالى: { { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا}[الحجرات:9] فقد كان عبدالله بن أبي رأس طائفة من هاتين الطائفتين وقد شمله الخطاب، ومن ثبت إيمانه بعموم القرآن لا يندفع بالأسانيد مهما صحت عندكم... ثم ألستم تقولون أن الرؤية لا يعدلها عمل؟ كيف وقد اكتحلت عينا عبدالله بن أبي برؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودخل في منخريه تراب في الغزو مع رسول الله؟ وكان يخطب كل جمعة بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلب من الناس نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والالتفاف حوله؟ وقد صلى عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم موته وألبسه قميصه الذي على جسده ولا بد لبركة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تصله ولن يمس العذاب جسدا ملفوفا بقميص رسول الله الذي يلي جسده وأن الطعن فيه طعن في تربية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطعن في قدرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على البرهان والحجة وأن ما روي من الأحاديث في ذمه تعارضها الآيات الكريمة في الثناء على الأنصار وهو منهم فقد أسلم بعد بدر مباشرة، وحضر بيعة الرضوان، ودخل في فضيلة البيعة تحت الشجرة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه: ((لن يدخل النار رجل بايع تحت الشجرة))، وقد ذكره أهل المغازي في أهل الحديبية وكلهم بايعوا إلا صاحب الجمل الأحمر وهو الجد بن قيس على رأي الكثيرين والجد نفسه صحابي وأن من دلائل إسلام عبدالله بن أبي أنه في مرض وفاته طلب قميص النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلو لم يكن يؤمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لما طلب ذلك وقد قيل: (إن أصدق كلمة يقولها المرء وهو مفارق للدنيا) وأن عبدالله بن أبي يكفيه فخرا أنه كثر سواد المسلمين... وهذا فيه فضيلة عظيمة
पृष्ठ 58