والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله) (١)، وكيف أن هذه الكلمات الأربع، اندرجت فيها أسماء الله الحسنى التسعة والتسعون!
يُبيِّن الشيخ ذلك فيقول: (وأسماؤه (٢) مندرجةٌ في أربع كلمات هن (الباقيات الصالحات):
الكلمة الأولى: قول: سبحان الله. ومعناها في كلام العرب: التنزيه والسلب، فهي مشتملة على سلب النقص والعيب عن ذات الله وصفاته؛ فما كان من أسمائه سَلْبًا فهو مندرج تحت هذه الكلمة، كـ (القدوس) وهو الطاهر من كل عيب، و(السلام) وهو الذي سَلِم من كل آفة.
الكلمة الثانية: قول: الحمد لله. وهي مشتملة على إثبات ضروب الكمال لذاته وصفاته؛ فما كان من أسمائه متضمنًا للإثبات، كـ (العلم) و(القدير) و(السميع) و(البصير) فهو مندرج تحت الكلمة الثانية.
فقد نَفَينا بقولنا: (سبحان الله) كلَّ عيب عقلناه، وكلَّ نقص فهمناه، وأثبتنا بـ (الحمد لله) كلَّ كمال عرفناه، وكلَّ جلال أدركناه.
ووراءَ ما نفيناه وأثبتناه، شأن عظيم قد غاب عنا وجهلناه، فنحققه من جهة الإجمال بقولنا:
الله أكبر، وهي الكلمة الثالثة؛ بمعنى أنَّه أجلُّ مما نفيناه وأثبتناه؛ وذلك معنى قوله ﷺ: (لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك).
_________
(١) ساق الشيخ ابن عبد السلام في كلمته الآتية، هذه الكلمات بهذا الترتيب، وهي واردة هكذا في بعض الروايات، كما في السنن الكبرى للنسائي ٦: ٢٠٩ من حديث أبي هريرة ﵁. على أن الترتيب المشهور لهذه الكلمات هو: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر).
(٢) أي: التسعة والتسعون، كما صرَّح به الشيخ في سطرٍ سابقٍ لهذا الكلام.
1 / 73