تصحيحا للرافعي والنووي -شيخي المذهب- في مسألة المُحرِم الذي يضيق عليه وقت الوقوف بعرفة ولم يكن صلى العشاء، ولا يتسع الوقت الموجود لديه إلا لأداء فرض العشاء، فلو اشتغل بها لفاته الوقوف.
هذه المسألة، نَسبَ البلقيني فيها للرافعي والنووي اتفاقهما على تصحيح أن هذا المُحرِم يُتمّ صلاته وإن فاته الوقوف بعرفة.
وقد تبيّن بالرجوع لكتب الشيخين الرافعي والنووي، وكذلك كتب غيرهما من محققي الشافعية اللذين نقلوا المسألة عنهما: أن ما نَسبه البلقيني إليهما من اتفاقهما معًا على تصحيح هذا الوجه، ليس كذلك؛ بل هو صحيح بالنسبة للرافعي؛ أما النوويّ فتصحيحه يختلف عن تصحيح الرافعي (١).
سابعًا: مزايا الكتاب:
١ - من أعظم مزايا الكتاب وخصائصه: أنَّه من الكتب الوحيدة -في حدود ما اطُّلع عليه إلى الآن- التي تعتبر تحشية وتعليقًا على قواعد ابن عبد السلام (٢).
٢ - من أهم مزايا الكتاب أنَّه يعدّ مرجعًا لتحرير مذهب الشافعية في المسائل الفقهية التي كان الشيخ ابن عبد السلام تطرّق لها، ومن ثَمّ علّق عليها البلقيني في مناقشاته لها.
_________
(١) يُنظر التفصيل في موضعه من الكتاب في التعليق على (النص رقم ٥٠).
(٢) ينظر مقدمة الطبعة المحققة لكتاب قواعد الأحكام ١/ ٥٢ م (ط. دار القلم) بتحقيق الأستاذين الدكتور نزيه حماد والدكتور عثمان ضميرية، فقد أفادا أن صاحب (كشف الظنون) -وغيره- ذَكَر بعض الكتب التي تعتبر بمثابة شروح ونُكت على (قواعد الأحكام).
ولكن تلك الكتب هي مجرد أسماء، لم يمكن الوقوف عليها بعدُ، ولذا يُعتبر كتاب البلقيني هذا: (الفوائد الجسام) وحيدًا -على الساحة إلى الآن- في التعليق على كتاب الشيخ ابن عبد السلام.
1 / 54