ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث (^١)، قالت (^٢): إنِّي أُتِيتُ في المَنام، فقيلَ لي: رُبَّ سيرٍ (^٣) ذاب شديد الذهاب، بعيد الإياب، من واد إلى واد، وبلاد إلى بلاد، كدأب ثمود وعاد، ثم مكثت، ثم قالت: أُتِيتُ الليلة، فقيل لي: شيخ هرم، وَجْعَلُ (^٤) لَزِم (^٥)، ورجل أدم (^٦)،ودهر أَزِم (^٧)، وشر لَزِم، يا ويحَ أهلَ العَرِم.
_________
(^١) عمرو (الملقب بمزيقياء): ابن عامر (الملقب بماء السماء) ابن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد، من قحطان، ملك جاهلي يماني، من التتابعة، قيل: هو أعظم ملك بمأرب، كان له تحت السد من الحدائق ما لا يحاط به، وكانت الجارية تمشي من بيتها وعلى رأسها مكتل فيمتلئ فاكهة من غير أن تمس شيئًا منها، وكانت له ولآبائه من قبله بادية كهلان (باليمن) تشاركهم حمير، ثم استقلوا بالملك من بعد حمير، ومزيقياء، ويقال له البهلول هو جد الأنصار.
قال عمرو بن حرام، جد حسان بن ثابت:
ورثنا من البهلول عمرو بن عامر ... وحارثة الغطريف مجدًا مؤثلا
وضعفت الدولة في أيامه، فتغلب بدو كهلان على أرض سبأ، وعاثوا وأفسدوا، فذهب الحفظة القائمون بصيانة السد بمأرب، وأهمل أمره فخرب، وبدأت هجرة الأزد من تلك الديار، ورحل عمرو (مزيقياء) بجموع منهم، فنزلوا بماء غسان، ثم انتقلوا إلى وادي عك، وفيه اعتل مزيقياء ومات، وتفرق الأزد، فكان منهم ملوك غسان بالشام، وشنوءة نزلوا بجبال السراة، وآخرون نزلوا بمكة وغيرها. الأعلام، للزركلي ٥/ ٨٠.
(^٢) في (ج) و(د): (له) بعد (قالت).
(^٣) في (ج) و(د): (أمر) بدل (سير).
(^٤) وَجْعَلُ: الرجل الأسود الدميم مادة (جَعَلَ) القاموس المحيط ص ٩٧٧
(^٥) في (ج) و(د): (كرم) بدل (لزم).
(^٦) أدم: أسمر، مادة (أَدِمَ) القاموس المحيط ص ١٠٧٤.
(^٧) دهر أزم: أي قحطه شديد، مادة (أَزَمَ) المصباح المنير ص ١٣ والقاموس المحيط ص ١٠٧٥.
1 / 84