إليه مياه أهل اليمن من مسيرة شهر (^١) قَالوا: وكانوا في عيد لهم، وكان فيهم هتَّام بن ربيعة بن عمرو بن عامر، وكان كاهنًا مشؤمًا (^٢) طاغيًا، فقالت له عمرو (^٣): قل، قال: وقولي لكم وعليكم، قالوا نعم، فقال:
يا رب من وَرَّث عادًا جُرهُما ... اجعَلْ مَأرِبَ بيننا فأنعما
صحاصحًا غُبْرًا وفجَّا اقتما ... منها إذا الراكب فيه أظلما (^٤)
فأوحش الليلُ عليه أرزما (^٥)
فكان طريقهم (^٦) أن طريفة بنت ربيعة الكاهنة (^٧)، امرأة عمرو بن عامر بن
_________
(^١) أقحم السطر التالي بمخطوطة (أ) بين (مسيرة شهر) و(قالو) [ثم إن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن ابن الأزد بن الغوث] وهو غير موجود في باقي النسخ، ولا معنى لإقحامه ولعله سبق نظر من الناسخ، لذلك جرى حذفه من أصل المخطوطة.
(^٢) في (ج) و(د): (غيشومًا) بدل (مشؤومًا).
(^٣) في (ج) زيادة (بنو) قبل (عمرو).
(^٤) صحاصحًا: جمع صحصح، وهي الأرض المستوية الواسعة. النهاية في غريب الحديث ٣/ ٣٣٧.
غُبْرًا: جمع غبراء وهي الأرض التي لا يهتدى للخروج منها. النهاية في غريب الحديث ٣/ ٣٣٧
فجَّاَ: أي الطريق الواسع، مادة فجج. المصباح المنير ص ٢٤٠ والقاموس المحيط ص ٢٠٠.
في (ج): (اقتفا) بدل (اقتما). أي أسود، ومعناها ليس فيه علامات للسالك يعرف كيف يسير بها، مادة (قتم) القاموس المحيط ص ١١٤٦.
في (ج) بعد (منها): (لأن المراكب فيها) بدل (إذا الراكب)، وفي (د): (الركب).
(^٥) أرزما: أي اشتد، مادة (رَزَمَ) القاموس المحيط ص ١١١٣.
والأبيات من مشطور الرجز.
(^٦) في (ج) و(د): (تمزيقهم) بدل (طريقهم).
(^٧) طريفة الكاهنة: بنت الخير الحميرية، كاهنة يمانية، من الفصيحات البليغات، كانت زوجة للملك عمرو مزيقياء ابن ماء السماء الأزدي الكهلاني، قيل إنها تنبأت له بانهيار السد، فاستعد هو وقومه للهجرة. البداية والنهاية لابن كثير ٢/ ٥٥٦، تاريخ ابن خلدون ٢/ ٢٥٣. الأعلام للزركلي ٣/ ٢٢٦.
1 / 83