لماذا تدوس حشاي الجريح ؛ ... وفيه الحنان الذي دللك
ودمعي ؛ ودمعي سقاك الرحيق ... أتذكر " يا نذل " كم أثملك !
فما كان أجهلني بالمصير ... وأنت لك الويل ما أجهلك !
غدا سوف تعرفني من أنا ... ويسلبك النبل من نبلك
***
ففي أضلعي . في دمي غضبة ... إذا عصفت أطفأت مشعلك
غدا سوف تلعنك الذكريات ... ويلعن ماضيك مستقبلك
ويرتد آخرك المستكين ... بآثامه يزدري أولك
ويستفسر الإثم : أين الأثيم ؟ ... وكيف انتهى ؟ أي درب سلك ؟
***
غدا لا تقل تبت : لا تعتذر ... تحسر هنا مأملك
ولا : لا تقل : أين مني غد ؟ ... فلا لم تسمر يداك الفلك
غدا لن أصفق لركب الظلام ... سأهتف : يا فجر : ما أجملك !
الجناح المحطم
خطرة وانبى النذير وصاحا ... الحريق الحريسق يطوي الجناحا
وتعالى صوت النذير وألوى ... آمل العمر وجهه وأشاحا
ودنا من هنا الحريق وأومى ... بارق الموت من هناك ولاحا
ورنا السفر حوله ليس يدري ... هل يرى الجد أم يحس المزاحا ؟
تارة يرقب الخلاص وأخرى ... يرقب اليأس والهلاك المتاحا
وتعايا حينا يقلب كفي ... ه وحينا يشد بالراح راحا
وإذا النار تحتوي مارد الجو ... ويجتاحه الحريق اجتياحا
خطوة في الرحيل واختصر الموت ... مسافاته الطوال الفساحا
وأطاح الجناح بالركب في الجو ... وأودي الجناح فيه وطاحا
من رآه في الهوة الحيرى ؛ ... ويستجد الربى والبطاحا
من رآه على الصخور رفاتا ... وشظايا تعطي الرماد الرياحا
من رأى الصقر حين مد إلى النا ... ر جناحا وللفرار جناحا
وهوى الطائر الكسير ودوى ... موكب الرعب ملأه وتلاحى
وارتمى يطرح الجناح المدمى ... مثلما يطرح القتيل السلاحا
***
وانطوى الركب في السكون وأطفت ... هجعة الرمل عزمه والطماحا
وانتهى عمره وهل كان إلا ... في مدى النفس غدوة أو رواحا
خلع العمر فاطمأن وأغفى ... واستراحت جراحة واستراحا مات ، والشعب بين جنبيه قلب ... خافق يطعم الحنين الجراحا
पृष्ठ 48