وكأن أنهار تناديني ... وتنصب في المجاري
مأعب من عفن الرؤى ... وحلا ووهما من عقار
وأفر من نفسي إلى نفسي ... وأهرب من فراري
أهوى على ظلي كما ... يهوى الجدار على الجدار
وأسائل الأحلام عن ... دنيا ترق على انكساري
***
لا تسكتي : لم أنتحر ... إني أقل من انتحاري
أنا من بحثت عن الردى ... في كل رابية وغار
ونسيت مأتم زوجتي ... وأبي وحشرجة احتضاري
***
هل خلف آفاق المنى ... دنيا أجل من انتظاري ؟ !
خضراء طاهرة الجنى ... والري ، دانيه الثمار
ومواسم تندى وتولم للغراب ، وللهزار .
للقبرات وللصقور ؛ وللعصافير الصغار
إني كبرت عن الهوى ... والزيف والحب التجاري
وبصقت دنيا جيفه ... تؤذي وتغري بالشعار
وتصوغ من قذر الخطا ... يا السود رايات الفخار
ومللت تيها ميت الألوان ؛ مكروه الإطار
وسئمت أشباحا أدا ... ريها ، وأشتم من أداري
ولعنت وجهي المستعا ... ر وكل وجه مستعار
وهفت إلي نسيمة ... جذلى كآمال العذاري
كتبسم الأفراح في ... مقل الصبيات الغرار
***
وتثاءب الفجر الجريح كمن يفيق من الخمار
وانشق أفق الغيب عن ... عهد المروءات الكبار
وكأن دنيا أشرقت ... كالحور من خلف الستار
تلقي المحبة عن يميني والبراءة عن يساري
وسرت حكايات المدينة كالخيالات السواري
ووجدتني أنهار وحدي واستفقت على انهياري
ونهضت والدنيا كما ... كانت تفاخر بالصغار
وتهاوت الدنيا ... خلق افتناني وابتكاري
فوددت لو ألقى كذاب الليل ؛ صدقا في النهار
عتاب ووعيد
لماذا لي الجوع والقصف لك ؟ ... يناشدني الجوع أن أسألك
وأغرس حقلي فتجنيه أن ... ت ؛ وتسكر من عرقي منجلك
لماذا ؟ وفي قبضتيك الكنوز ؛ ... تمد إلى لقمتي أنملك
وتقتات جوعي وتدعى النزيه ؛ ... وهل أصبح اللص يوما ملك ؟
لماذا تسود على شقوتي ؟ ... أجب عن سؤالي وإن أخجلك
ولو لم تجب فسكوت الجوا ... ب ضجيج ... يردد ما أنذلك !
पृष्ठ 47