ويضم البلاد خلف الحنايا ... أمنيات وذكريات ملاحا
لم يكد شعبه يذوق هناء ... منه حتى بكى وأبكى وناحا
***
أيها الركب ! يا شهيد المعالي ! ... هل رأيت الحياة شرا صراحا !
أم فقدت النجاح في العمر حتى ... رحت تبغي عند الممات النجاحا
عندما قبل الثرى منك جرحا ... أوراق الترب من دماه وفاحا
هكذا المجد تضحيات ؛ وغبن ... عمر من لم يخض إلى المجد ساحا
إنما الموت والحياة كفاح ... يكسب النصر من أجاد الكفاحا
لا استراح الجبان لا نام جفناه ... ولا أدركت خطاه الفلاحا
إنما الموت مرة والدم المهدور ... يبقى على الزمان وشاحا
كم جبان خاف الردى فأتاه ... وتخطى ستاره واستباحا
ونفوس شحت على الموت لكن ... أي موت صان النفوس الشحاحا ؟
كم مليك يأوي إلى القصر ليلا ... ثم يأوي إلى التراب صباحا
***
شرعه المجد أن تصارع في المج ... د ؛ وتستل للصفاح صفاحا
أيها الركب ! نم هنيئا ودعنا ... نعتسف بعدك الخطوب الجماحا
ووداعا يا فتية اليمن الخض ... را وداعا بحرقة الصدر باحا
لا تسألي
لا تسألي يا أخت أين مجالي ؟ ... أنا في التراب وفي السماء خيالي
لا تسأليني أين أغلالي سلي ... صمتي وإطراقي عن الأغلال ؟
أشواق روحي في السماء وإنما ... قدماي في الأصفاد والأوحال
وتوهمي في كل أفق سلبح ... وأنا هنا في الصمت كالتمثال
أشكو جراحاتي إلى ظلي كما ... يشكو الحزين إلى الخلي السالي
***
والليل من حولي يضج وينطوي ... في صمته كالظالم المتعالي
يسري وفي طفراته ووقاره ... كسل الشيوخ وخفة الأطفال
وتخاله ينساق وهو مقيد ... فتحسه في الدرب كالزلزال
وأنا هنا أصغي وأسمع من هنا ... خفقات أشباح من الأهوال
ورؤى كألسنة الأفاعي حوما ... ومخاوفا كعداوة الأنذال
وأحس قدامي ضجيج مراقد ... وتثائب الآباد والآزال وتنهدا قاقا كأن وراءه ... صخب الحياة وضجة الأجيال
पृष्ठ 49