وكأن عينيه تشهي جاره ... وحنين جار
وأنا أتيه ... كنجمة ... حيرى ، تفتش عن مدار
وكأنني طيف " الفرزدق " ... يجتدي ذكرى " نوار "
وأرود منزل غادة ... كالصيف عاطرة المزار
وكأنني أمشي على حرقي ؛ ... وأشلاء اصطباري
ودنوت منها فانتشت ... شفتاي ؛ واخضر افتراري
ورنت إلي فتمتمت ... ودنت ؛ وغابت : في التواري
وأردت عذرا فانطوى ... في خاطري الخجل اعتذاري
وهمست : أين فمي ؟ وناري في دمي تقتات ناري
ورجعت أحمل في الحشا ... حرقا ... كحيات القفار
وأحاور الحسناء في صمتي ... فيدنيها حواري
فأظنها حولي رحيقا ... في كؤوس من نضار
تبدو وتخفى كالطيوف ؛ وتستقر بلا قرار
وتكاد تقلع ثوبها ... حينا وترمي بالخمار
وأكاد أحضن ظللها ... جسدا من الرغبات عاري
وطفقت أزرع من رما ... ل الوهم كرما في الصحاري
فدوت حيالي ضجة ... غضبى كدمدمة انفجار
وسعت إلي غابة ... تومي بأشداق الضواري
وعصابة براقة الألوان ، دامية الشفار
تمشي فيحترق الحصا ... والريح تقذف بالشرار
وأحاطها ومض البروق ؛ فسجلت أخزى اندحار
***
والليل يبتلع السنى ... والخوف يرتجل الطواري
فتصارع الأشباح أشباحا ... على شر انتصار
وهنا استجرت بساحر ... بادي التقى نتن الإزار
يهذي ويقتاد النزيل ... إلى لصيقات العثار
ويبيع ساعات الفجور ... لكل بائعة وشاري
لص يتاجر بالخنا ... ويزينه كذب الوقار
ويكاد ينفر بعضه ... من بعضه أشقى نفار
ويثور إن ناوأته ... في الإثم كالنمر المثار
وبلا انتظار كشرت ... في وجهه ( ذات السوار )
فاهتاج وابتدر العصا ... ودوت كعاصفة الدمار
فانقض كالثور الذبيح ؛ يخور ، يخنق بالخوار
ورمت به للموت يكنسه إلى دار البوار
وتهافت الجيران فاتقد الشجار على الشجار
فشردت عنه كطائر ... ظمآن طار من الإسار
والريح تبصقي وتروي للشياطين احتقاري
***
पृष्ठ 46