طال حبسه، وأن أبا الريان وأبا عبد الله ابن سعدان توليا الإفراج عنه، ثم شغلت عضد الدولة علته عن النظر فى أمره واظهار آثار الرضاء [1] عليه بالإحسان اليه وقد حكينا ما رأينا.
وفى هذه السنة ورد عن أبى القاسم نوح [2] بن منصور صاحب خراسان رسول يكنى بأبى الغنائم فخرج أولاد عضد الدولة مع سائر الجيش لتلقيه وأكرم غاية الإكرام.
وفيها أخرج معه أبو الغنائم نصر بن الحسين والقضاة وأبو محمد الجهرمى وأبو عقبة وأبو محمد ابن عقبة وسالم إلى أبى الغنائم [3] يذكره بما يعتمده ويورده من جملتها العتاب على فخر الدولة وقابوس وايوائهما وأنه:
إن كان الوفاء بالمعاهدة التي جرت مع السلف واقعا فيجب ان يسلموها يدا بيد إلى مؤيد [39] الدولة ليحمل إليكم مال الموافقة سالفا وآنفا على العادة، فإن أردتم استئناف الصلح بيننا وهدر ما تقدم وأن تجعلوا إيواء العاق وقابوس- يعنى بالعاق فخر الدولة- عوضا عن المال بعناكم إياهما بالثمن الذي استرخصتموهما به فيبين على ممر الأيام الرابح منا ومنكم، وإن قال أبو العباس [4] أنه يكلمنا فى أمر قابوس وما كان يجب فى جواب شفاعتنا التسرع اليه، قيل له:
- «قد اعترفت وقلت أنت وأبو الحسين العتبى [5] بأن الرجل أحد أصحابنا وأنه جان علينا مستحق للعقوبة وأنكم شافعون فى بابه ومعلوم أن الصلح
पृष्ठ 35