أو يحضرها بغير قلب أو يكون قلبه مكدرا منجسا بالرذائل الدنيوية وهو يعلم أن الباري مطلع عليها ثم يدعوه إليه وهو يعرض عنه إن الإنسان ليستحيي من مثله أن يفعل ذلك أو لا يخاف أن يعرض الباري عنه ويعزله عن خدمته ويبعده عن مقامات الرضا ويجعله من المطرودين عن موائد الكرم فيكون من الذين خسروا الدنيا والآخرة ما هذا إلا غفلة وغرور من الشيطان الرجيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ختم امتثاله حتم
لا يخفى على العاقل الرشيد أن الملك والسلطنة وتعلقات الدنيا لا يمنع الحازم من توجه القلب إلى الله تعالى في أكثر الأوقات أو قليلها خصوصا حال العبادة فإن نبينا (صلى الله عليه وآله) كان كثير التعلقات بجهاد الكفار وترتيب الجيوش والاستعداد للحرب وتعلقات أصحابه ونسائه وخدامه ولهذا قال الله تعالى إن لك في النهار سبحا طويلا وهكذا وأكثر الأنبياء كسليمان وموسى وباقي أولى العزم فإنهم مع كثرة تعلقاتهم بأمور الدنيا كان لهم تعلقات وتوجهات إلى الله تعالى وكانوا يخلون قلوبهم مما عدا الله تعالى ولا يتعلقون بسواه في أكثر الأوقات وبالخصوص حال العبادة وأما في بعض الأوقات فكانوا ذوي جهتين قلوبهم متعلقة بالله وظاهرهم متعلق بتدبير مهماتهم الدنيوية وذلك لكمال نفوسهم.
وقد ورد عن نبينا (صلى الله عليه وآله) ما معناه
إن لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل
فينبغي للحازم اللبيب أن يجعل لله تعالى من قلبه نصيبا
पृष्ठ 45