ويطيلون القنوت والذكر في الركوع والسجود والدعاء في خلال الصلاة والبكاء والخشوع وفى صلوات النفل يقرءون سورا متعددة حتى أن بعضهم كان يقرأ القرآن كله في ركعة أو ركعتين وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يشتاق إلى الصلاة كاشتياق العاشق إلى محبوبه أو العطشان إلى الماء ولهذا قال (صلى الله عليه وآله وسلم)
قرة عيني في الصلاة
وكان يتهيأ لها بالوضوء قبل وقتها ويجلس في المسجد ينتظرها انتظار المشتاق إليها ويقول لمؤذنه أرحنا أي انظر إلى الوقت وأذن في أعجل ما يمكن فالموفق من عند الله المؤيد من فضل الله من اشتاق إلى صلاته وانتظرها وتهيأ لها ودخل فيها بتمام الإقبال والابتهاج بها والالتذاذ بالمناجاة والمخذول من لم يعتن بأمرها وأخرها إلى آخر أوقاتها وضيع الفضل العظيم ورضى الرب الكريم الحاصل بالتقديم ونحن نجد من باع سلعة بدرهم وقيمتها مائة درهم يعده الناس سفيها أو مجنونا فما ظنك بمن ضيع من الثواب ورضى رب الأرباب ما تصغر الدنيا وما فيها عن أقل قليل منه إن هذا إلا غفلة نشأت عن خذلان وعدم توفيق نسأل الله العفو والعافية
إيضاح فيه إنصاح
لو كان للملك غلمان غير صالحين لخدمته والتشرف بحضرته لأجل نقصهم وجهلهم بآداب الخدمة وكان يحسن إليهم حتى يتكملوا ويصيروا أهلا لخدمته فإذا تكمل واحد منهم فقربه الملك وألبسه خلع الرضا وأوقفه في خدمته وشرفه به حضور حضرته ومجالسته ومحادثته
पृष्ठ 42