وغفلته عن ذلك من علائم الخذلان وغرر الشيطان نعوذ بالله تعالى
توضيح فصيح
إذا تيسر أحد مجالسة الملك العظيم الشأن ومحادثته ومصاحبته وسؤال حاجاته يعد ذلك من أكبر النعم والفخر ويحصل له به غاية السرور والابتهاج .. والباري عز وجل ملك الملوك وسلطان السلاطين ونحن نتمكن كل ساعة من مناجاته وسؤال حوائجنا بل ندبنا بذلك وحثنا عليه بل أوجبه علينا كل يوم خمس مرات.
قيل لبعض الأولياء المواظبين على الخلوة والعزلة: ألا تستوحش؟! فقال: كيف ذلك وأنا جليس الله لأن الباري يقول في الحديث القدسي أنا جليس من ذكرني فإذا أردت أن أكلمه دعوته وإذا أردت أن يكلمني قرأت القرآن.
والحاصل أن الباري جل وعز حاضر معنا في كل آن وكل مكان للمنادمة وسؤال الحاجات وهذا من أكبر النعم التي تقصر الألسن والفكر عن وصف أدنى مراتبها والأنبياء والمرسلون والأئمة المعصومون والأولياء والمقربون لما لاحظوا هذه النعمة وأدركوا هذه اللذة والبهجة كانوا يجدون العمر فرصة ويصرفون كل أوقاتهم في عبادة الله ومناجاته وملازمة الأدب في حضرته وكانوا يلتذون بالعبادة والإقبال على الله تعالى غاية اللذة ويبتهجون بها غاية الابتهاج كما يلتذ العاشق بمحادثة معشوقه ولا يسأمون منها أصلا لأن المحب لا يسأم من محادثة محبوبه وكانوا يعدونها من أكبر النعم خصوصا الصلاة لأنها من أحسن العبادات إلى الله تعالى فكانوا يختارون لها السور الطويلة
पृष्ठ 41