الآن هات ما عندك.
رئيس الخدم :
أعرف يا مولاتي حق المعرفة حبك لوصيفتك.
الكونتسة :
يمين الله إني حقا أحبها، فقد عهد أبوها إلي بها وهي إلى جانب مزاياها الأخرى وحسناتها، جديرة بهذا الحب الذي هي عندي واجدته، إن ما يعطى إليها قليل إلى جانب ما تستحقه، وستعطى أكثر مما تطلب.
رئيس الخدم :
لقد كنت في الأيام الأخيرة يا مولاتي أقرب إليها مما كانت تود، فرأيتها وحدها تناجي نفسها، وتتحدث بلسانها، إلى سمعها، وإني لشهيد على أنها كانت تظن أن كلامها، وحديث نجواها، لم يسترقه سمع، لقد كان أمرها أنها تحب ابنك، وكانت تقول إن القدر ليس «إلها» رحيما، لأنه أقام فارقا بين مقامها ومقامه، وإن الحب ليس ربا ذا رحمة، لأنه لا يمد سلطانه إلا حين تتماثل السجايا، وتتشابه الصفات، وإن ديانا ليست ملكة العذارى، لأنها تتخلى عن فوارسها وأبطالها، وتدعهن بغير نصير، في الاقتحام الأول، أو في الفدية بعد ذلك، وكانت تقول هذا وهي في أشد مرارة الأسى والعناء، وأحزن ما سمعت في حياتي من عذراء، فرأيت من واجبي أن أبادر إلى إنهاء الأمر إليك، لأنه يهمك أن تكوني عليمة به، قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه.
الكونتسة :
لقد أديت واجبك مخلصا، فدع الأمر في أطواء نفسك ولا تبح لأحد به، وقد رأيت من قبل عليه شواهد، ولكنها بقيت مترنحة في كفة الميزان، بين الشك عندي واليقين، والآن أرجو أن تنصرف عني، واكتم الأمر في أعماق صدرك، وإني لشاكرة لك حرصك ووفاءك وسأتحدث إليك بعد قليل. (يخرج رئيس الخدم وتدخل هيلين.)
كذلك كان أمري حين كنت في شبابي، إن أجرينا على سنن الطبيعة، فهذا ما يصيبنا، وما دام الدم يجري في عروقنا فلا بد أن يكون الحب في دمنا فهو مظهر الطبيعة وخاتمها، حين تنطبع قوة الحب على صفحة شبابنا، ونحن حين نذكر أيامنا الخالية، نتبين أغلاطنا هذه وهفواتنا، أو أننا لم نفكر يومئذ في أنها أغلاط، وإني أراها الآن قريحة العين من فرط ما بها.
अज्ञात पृष्ठ