المعرفة الثمانون
قال أهل الإسلام كافة : إنه يستحق المدح والذم، والثواب والعقاب على الأفعال، ويتعلق به الأمر والنهي كما يتعلق..............كانفلاق الرأس بالسيف، وانفراق الجسد بالطعن.
وقالت المطرفية: لا يتعلق به أمر ولا غنى ولا مدح ولا ذم، وهذا القول خلاف الضرورة، وسعلم خلافه من دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة، وقد قال تعالى: {فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان}[الأنفال:12] وقد ثبت أن الفعل والضرب يتعدى إلى الأعناق إلا مع القول بأن الأفعال من فاعل الفعل، وقد قال تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}وقال:{وخذوهم}[التوبة:5]. والقرآن ناطق بخلاف مذهبهم.
المعرفة الثمانون وهي على تعديدة إحدى وثمانون
قال أهل الإسلامكافة: إن القرآن محدث.
وقالت المطرفية: إن القرآن ليس بمحدث ولا قديم، ومع ذلك هو عرض من الأعراض، وقد ثبت أن العقل يقضي بأنه إما أن يكون موجودا أو معدوما، وأن الموجود منه لا يخلو أن يكون لوجود أول فيكون محدثا، أو لا يكون لوجود أول فهو القديم، وفيه تكذيب لرب العالمين، قال تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون}[الأنبياء:2] والذكر هو القرآن، قال تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك}[الزخرف:44]. وهكذا قالوا في جميع الأعراض أنها لا توصف لبأنها محدثة من الله تعالى، فهذه هي المعارف التي رويناها عن أهل الإسلام، وخالفهم فيها الكفرة الطغام، هي التي كان يدين بها الصحابة والتابعون، والأئمة الهادون، صلوات الله عليهم أجمعين.
فإن قال قائل: إن ما ذكرتموه مما ذهب أهل الإسلام هو الذي يقضي العقول والأفهام، ولا تكاد تسمع خلافه من أكثر الطغام، فكيف ينسب إلى المطرفية وهم يطهرون الدين الدين، وينسبون مذاهبهم إلى الأئمة المهتدين.
पृष्ठ 41