قال جاني باي: نعم؛ لتخلص للناصر الذي شغفها حبا وشغفته، منذ كانت وصيفة في قصر السلطان قايتباي، هكذا يزعم الناس، ولكنني لا أصدق! - لا تصدق! - نعم يا سيدي، أنا على يقين بأن ذلك غير الحق، فقد وقفت على السر كله من إحدى جواري القصر ... - أي سر تعني؟! - سر صلتها بقنصوه الخال، إنه هو فتاها المرتجى، الذي يصحبها خيالا في اليقظة ورؤيا في المنام ... وإنما يلهج الناس باسم الناصر لأنه ... - ماذا؟ - أحسب سيدي يعرف شهرة الناصر في مباذله، حتى كأن نساء مصر جميعا حظاياه، فليس فيهن حصان طاهرة الذيل لا تنالها الريبة!
ومط طومان شفتيه أسفا واستنكارا، ثم أطرق يفكر ... واستأذن جاني باي وهم بالانصراف، ثم توقف برهة ليقول لطومان: ولا ينس سيدي أنني رهن أمره في كل ما يأمر به، فليرسل ورائي في أي وقت شاء من ليل أو نهار، يرني ماثلا بين يديه!
قال طومان: شكرا يا جاني باي، وإن بي حاجة إلى جارية عاقلة أريبة تحسن الخط، فإذا وجدتها فلك عندي ما تريد ...
قال جاني باي وهو في طريقه إلى الباب: فسأجدها، وليس لي ما أريده غير رضا مولاي!
وخرج تاجر المماليك، فالتفت طومان إلى غلامه يسأله: ماذا وراءك يا أبرك؟
قال أبرك باسما: أظنني عرفت الدار وصاحبها.
قال طومان مسرورا: هكذا سريعا؟ لله أنت!
قال وهو يضحك: ليس فضل ذلك إلي يا مولاي، وإنما عرفت طرفا من الأمر هناك، وعرفت تمامه فيما سمعت من حديث جاني باي إلى مولاي. إن تلك الجارية يا مولاي تقيم في دار أقبردي الدوادار!
قال طومان متهللا: آه! إذن فهي مصرباي التي كانت تهتف باسمي!
ثم غشت وجهه كآبة واختلجت شفتاه من الغيظ وأطرق يفكر، وتسحب أبرك ليدع لسيده أن يستمتع بخلوته!
अज्ञात पृष्ठ