وقالت المعتزلة: أمر أدركه بعقله من معرفة توحيد ربه وما يقتضي العقل/ من مفروضاته.
وقال بالوقف أهل الوقف. وأجاز الآخرون الأمرين جميعا لكنهم لم يقطعوا على أحدهما. وقال (¬1) آخرون: ذاق بدليل قول الله تعالى: { ووجدك ضالا فهدى } (¬2) وقوله: { وما كنت .... ولا الإيمان } (¬3) . وبالإشارة في { قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم } ولم يقل: ولا أنتم عابدون ما عبدت { لكم دينكم ولي دين } (¬4) أثبت عبادة الأوثان للكافرين في الماضي والاستقبال، وتبرأ منها في الإستقبال دون الماضي وهو قوله: { ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد } ولو قال: ما عبدت ولكن قال: { ما أعبد } . وهذا أمر لم يؤثر فيه شيء عن رسول الله عليه السلام إلا ما ذكرنا. ولو كان ما خفي عن قومه وأهل قطرة ولم يذكر عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه (على) (¬5) شريعة أو طريق مهيعة.
فصل
هل كان رسول الله عليه السلام متعبدا بشريعة أحد الأنبياء حين/ أرسل أليه قبل أن تشرع له شريعته؟ وهل نسخت شريعته كل شريعة كانت قبله، أو نسخت الشرايع التي قبله بقوله: { يا أيها الناس .....جميعا } (¬6) ؟
الجواب: اختلف الفقهاء في هذه المسائل، قال بعضهم: إنه أمر أول وهلة بشريعة نوح عليه السلام بدليل قوله تعالى: { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } (¬7) . فهذه الآية لا تقتضي أكثر من أنه شملهم بالوحي.
पृष्ठ 77