وقال بعضهم: بعث أولا بشرائع أولى العزم/ من الرسل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أحق بعيسى بن مريم لأنه لا نبيء بيني وبينه» (¬1) وبمكان وضعه كفة على صورة عيسى ومريم أيام دخوله الكعبة حين أكر عثمان بن طلحة أن يمحو الصور التي في الكعبة كلها إلا ما تحت يده.
وقال بعضهم: بعث أولا بشرائع أولى العزم/ من الرسل، وأمر باتباعهم بدليل قوله: { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل } (¬2) .
وقال بعضهم: بل تعبد بشريعة موسى عليه السلام ألا تراه ليلة المعراج كيف حط من ثقل الصلاة.
وقال بعضهم: بل تعبد بشريعة أبيه إبراهيم صلوات الله عليهما بدليل قوله عليه السلام: «جئتكم بالحنيفية السمحة السهلة» (¬3) . وبدليل قول (الله عز وجل): { وما جعل ...... من قبل } (¬4) وبقوله: { ومن .... نفسه } (¬5) وقال: { ثم أوحينا
إليك ..... المشركين } (¬6) .
الأصل في هذه المسألة أن رسول عليه السلام بعث إلى الناس كافة فنسخت شريعته كانت قبله، إلا ما ينسخ من مكارم الأخلاق والتوحيد، ولذلك أمره الله تعالى بعد ذكر الأنبياء عليهم السلام فقال: { فبهداهم اقتده } (¬7) . يريد/ ما هم عليه من التوحيد ومكارم الأخلاق وما ذكره الله تعالى حكاية عنهم في القرآن لم ينسخ (¬8) .
فصل
पृष्ठ 78