إيمانا لعلة الأمر به، لئلا تدخل فيه النوافل. على أن الشيخ أبا الربيع سليمان بن يخلف رضي الله عنه قال: من قال إن النوافل لم يأمر الله بها ولا إنها طاعة فهو كافر. والذي يتوجه إليه هذا الكلام أنه يريد من نفاها من الطاعة فهو كافر، وأما الأمر فالله أعلم. وقد اجتمعت الأمة على أن الله تعالى ندب إلى النوافل ودعا إليها وإنما وقع الاختلاف في الأمر.
فصل
وإذا وردت لفظة افعل بعد الحظر، وعريت من القرائن كانت إباحة، وهو الأليق بهده لأنها مبينة على التيسير، قال الله تعالى: { يريد الله ..... العسر } (¬1) . وقال: { وما جعل ..... الدين/ من حرج } (¬2)
قال بعضهم: تحمل على الوجوب كقول الله تعالى: { فإذا طعمتم فانتشروا } (¬3) { وإذا حللتم فاصطادوا } (¬4) { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا .. } (¬5) والأصل هو الأول، وإن وردت بعد الندب كانت أمرا واجبا. والأصل في هذا كله أنها إباحات لا واجبات كما قدمنا، ويراعى في هذا كله أنفاس الأمة.
باب
اختلاف الناس في أمر الله ونهيه
وكلامه وقوله وخطابه
اختلف الناس في امر الله تعالى ما هو؟. قالت المعتزلة: خطابه الموجود في القرآن هو كلامه وأمره ونهيه وهو قوله بحروف واصوات مقطعة.
وقالت الأشعرية: أمر الله تعالى ونهيه وكلامه وخطابه وقوله صفاته في ذاته، والقرآن فرع من الكلام وهو صفة الله تعالى في ذاته على هذا النعت.
وقال المسلمون: أمر الله تعالى ونهيه يتصرف على/ وجهين: وجه كقول المعتزلة أنه خطاب مسموع وقول معرفو مفهوم مقول بحروف مقطعة وأصوات مسموعة.
पृष्ठ 68