ها هنا مجهول الجنس والنصاب. وكذلك قوله عز وجل: { ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا } (¬1) فالنصيب مجهول الكم. واختلفوا في الصلاة والزكاة والحج والصوم والأسماء الشرعية كلها. فقال بعضهم: إن هذا كله مجمل لأنه لا يتوقف على حقيقته إلا بالشرع الوارد ببيانه. وكذلك تحريم الأمهات والبنات/ وذوات المحارم كلها، لا سيما أنها منقولة عن لغة العرب إلى مقتضى الشرع؛ لأن التحريم يقتضي معاني. فما الذي حرم منها؟ الضرب، أم القتل، أم السب، أم السفاح، أم النكاح؟ والمعنى المحرم مجهول. وهذا ليس بشيء؛ لأن الأسماء التي تخرج إلى أسماء مختلفة لا بد أن يكون أحدها هو الأظهر في لغة العرب فيتوجه المراد إلى ذلك حتى يرد من الشرع ما يشمله مع غيره أو يخصه عن غيره؛ كالأمر؛ فإن صيغته تحتمل أمورا كثيرة، والأصل في تلك الصيغ كلها إذا كانت عارية من القرائن الأمر المطلق، إلا إن كانت قرينة تدل على خلاف ذلك. ولهذا قال بعضهم: إن هذه الأشياء المذكورة كلها مفصلة لا مجملة وهو الأصح، وإنما المجمل المجهول الجنس. وهذه الأمور التي يحتوي عليها التحريم تعرفها/ العرب. فإن الصلاة عندهم دعاء، والزكاة طهارة ونماء، والصوم إمساك، والحج قصد. والتحريم الظاهر في سورة النساء النكاح والعقد، فكل معروف مراده.
باب المفصل
والمفصل هو المبين، والبيان هو الإيضاح والإعلام والدلالة والإرشاد والهداية والإيذان. فجميع الوجوه التي تنفهم منها (¬2) المعاني لأهل اللسان فهو بيان لما في القرآن والسنة والأثر وجميع الكلام ويقع البيان بأوجه:
पृष्ठ 53