للناس } (¬1) وبقول رسول الله عليه السلام: «بعثت إلى الأحمر والأسود» (¬2) وفي أمته العربي والعجمي والبربري والتركي وسائر أهل اللغات. وقد قال الله تعالى: { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } (¬3) فدل هذا على أن في القرآن من كل اللغات، فإن يشتمل على لغة كل من أرسل إليه. فهذا خرق. فليته سكت/ ولم ينطق. وهل في القرآن ما يكفي أهل كل لغة ويفي لهم بجميع ما خوطبوا به؟! وفائدة اللغة أن يصخ صاحبها بمضمونها يلزم صاحب هذا القول أن تكون أمته كلها وقومه، فيكون رسول الله عليه السلام روميا عجميا كما أنه قريشي. والثانية أن محمدا عليه السلام تكلم بلغة كل من أرسل إليه. وإلا خرج أهل كل لغة لم يتكلم بها أن يكونوا من أمته!! غاب عنهم المراد وفقدوا السداد حين فارقوا الظاهر والباطن جميعا. وذلك أن كل نبي إنما أرسل بلغة فومه إلى كل من أرسل إليه ..
واستدلوا بحروف من العجميه عربتها العرب وتكلمت بها كانت في القرآن كالمشكاة في الحبشية: الكوة، والقسطاس بالرومية: الميزان. والاستبرق بالفارسية: الديباج، وحسبهم قولهم: عربتها العرب،/ وإنما رجعت عربية إذ عربتها العرب. وانقطع العتاب، ومن وراء ذلك قول الله تعالى: { ولو جعلناه قرآنا عجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي } (¬4) .
باب المجمل
والمجمل في القرآن قوله تعالى: { وآتوا حقه يوم حصاده } (¬5) فالمجمل كل كلام في العربية لا ينفهم الغرض بظاهره حتى يرد بيان بمراده، كالحق
पृष्ठ 52